حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٢١٣
شرب الماء البارد على الريق، وتؤكل فيه الأشياء الباردة الرطبة، وتؤكل فيه الأغذية السريعة الهضم - كما ذكر في حزيران - ويستعمل فيه من الشموم والرياحين الباردة الرطبة الطيبة الرائحة... ".
أما تموز فهو من أثقل فصول السنة، وأشدها قسوة على الانسان وذلك لشدة الحر الذي يسبب غور المياه، وقد اكد الإمام (عليه السلام) على استعمال الأشياء الباردة، واكل الأطعمة الخفيفة السريعة الهضم حتى لا يتأثر الجهاز الهضمي بها، كما أكد الإمام (عليه السلام) على شم الرياحين الباردة الطيبة الرائحة وذلك لما لها من الأثر الفعال على الجهاز العصبي.
قال (عليه السلام):
" (آب): واحد وثلاثون يوما، وفيه تشتد السموم، ويهيج الزكام بالليل، ويهب الشمال، ويصلح المزاج بالتربيد، والترطيب، وينفع فيه شرب اللبن الرائب، ويجتنب فيه الجماع والمسهل ويقل من الرياضة، ويشم الرياحين الباردة... ".
أما شهر آب، فهو كشهر تموز في حرارته، وشدة قسوته، وفيه يشتد الزكام وذلك لضعف الأبدان بسبب الحر، وقد ندب الامام إلى استعمال الأشياء الباردة لتخفف من شدة الحر.
قال (عليه السلام):
" (أيلول): ثلاثون يوما فيه يطيب الهواء، وتقوى سلطان المرة السوداء، ويصلح شرب المسهل، وينفع فيه أكل الحلاوات وأصناف اللحوم المعتدلة، كالجداوي، والحوالي من الضأن ويجتنب لحم البقر، والاكثار من لحم الشواء، ودخول الحمام ويستعمل فيه الطيب المعتدل المزاج، ويجتنب فيه أكل البطيخ والقثاء... ".
أما في أيلول فقد انكسرت فيه شدة الحر، وذهبت قسوته خصوصا في أواخره فان الهواء يطيب فيه وينفع فيه أكل أنواع الحلويات بشرط أن لا يكون الشخص يبتلى بداء السكر أو مصابا بالسمنة، فان استعمال الحلويات مضر للغاية، كما ينفع اكل اللحوم بجميع أصنافها إلا لحم البقر فإنه مضر، وحذر الامام من اكل البطيخ والخيار لأنهما مضران في هذا الفصل. قال (عليه السلام):
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»
الفهرست