حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٢١٨
الجسد الحيوية والنشاط وتزيل عنه ما عاناه جسمه في أثناء النهار من التعب والجهد وبين الإمام (عليه السلام) كيفية النوم الصحية، وهي: أن ينام الانسان على شقه الأيمن، فان في ذلك راحة للقلب، وسلامة للجسم كما بين (عليه السلام) كيفية الدخول إلى المرافق، وان من الحكمة أن لا يطيل الانسان المكث فيها بعد قضاء حاجته لئلا يصاب بداء الفيل.
قال (عليه السلام):
" واعلم يا أمير المؤمنين ان أجود ما استكث به ليف الأراك (1) فإنه يجلو الأراك، ويطيب النكهة، ويشد اللثة، وهو نافع من الحفر (2) إذا كان ذلك باعتدال، والاكثار منه يرق الأسنان، ويزعزعها ويضعف أصولها.
فمن أراد حفظ الأسنان فليأخذ قرن الأيل (3) محرقا وكزمازجار (4) وسعدا ووردا، وسنبل الطيب، وحب الأثل (5) جزاء سواء، وملحا اندرانيا (6) ربع جزء، فيدق الجميع ناعما ويستن به، فإنه يمسك الأسنان، ويحفظ أصولها من الآفات العارضة، ومن أراد أن تبيض أسنانه فليأخذ جزءا من ملح اندراني، ومثله زبد البحر فيسحقهما ناعما، ويستن به.. " عرض الامام إلى طب الأسنان، وقد ذكر وصفتين لاصلاح الأسنان، الأولى:
السواك بعود الأراك، وهو من أجود الوصفات في اصلاح الأسنان، فقد حلل هذا العود فتبين أنه من أروع الأدوية لتطهير الأسنان وصيانتها من الإصابة بالأمراض، وانه أصلح بكثير من المعاجن الحديثة (7).
الوصفة الثانية: هي المعجون، وقد ذكر الإمام (عليه السلام) الاجزاء التي يتألف منها، وهو مما يقضي على تسوس الأسنان.

(1) ليف الأراك: أراد به غصن الأراك.
(2) الحفر: داء يصيب الأسنان.
(3) الأيل: الوعل وهو تيس الجبل.
(4) الكزمازج: ثمرة شجرة الطرفاء.
(5) حب الأثل: ثمرة شجرة الطرفاء.
(6) الملح الاندراني: يشبه البلور.
(7) ألقى ذلك من دار الإذاعة البريطانية.
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست