حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٢١١
د - أن يقلل الانسان من وجبات الطعام فيقتصر في اليومين على ثلاث وجبات من الطعام حسبما فصل الإمام (عليه السلام) ولا شبهة أن ذلك مما يوجب استقامة البدن وسلامته من الأمراض.
ذ - وأكد الامام على ضرورة أن لا يأكل الانسان طعاما إلا وهو يشتهيه ولا يمتلئ منه، وهذا من أثمن الوصايا الصحية.. ولنقرأ فصلا آخر من هذه الرسالة.
قال (عليه السلام):
" ونذكر الآن ما ينبغي ذكره من تدبير فصول السنة، وشهورها الرومية الواقعة فيها في كل فصل على حدة وما يستعمل من الأطعمة والأشربة، وما يجتنب منه، وكيفية حفظ الصحة من أقاويل القدماء... ".
وهذا المقطع مقدمة تمهيدية إلى بيان ما يتناوله الانسان في فصول السنة، وما يجتنب عنه فيها.
قال (عليه السلام):
" اما فصل الربيع فإنه من روح الزمان، وأوله: (آذار) وعدة أيامه ثلاثون يوما، وفيه يطيب الليل والنهار، وتلين الأرض، وتذهب سلطان البلغم، ويهيج الدم، ويستعمل من الغذاء اللطيف واللحوم، ويتقى فيه اكل البصل والثوم والحامض، ويستعمل فيه شرب المسهل، ويستعمل فيه الفصد والحجامة... ".
عرض الامام إلى فصل الربيع وهو من أزهى فصول السنة، ومن أكثرها عائدة على الكائنات الحية، وما أروع قول الإمام (عليه السلام) انه روح الزمان، ففيه يطيب الليل والنهار، وتلين الأرض ويهيج الدم، وقد حذر الامام من تناول البصل والثوم والحامض لأنها تسبب أمراضا سوف يكشفها الطب الحديث، كما ندب الامام إلى شرب المسهل، وأخذ شئ من الدم بالفصد أو الحجامة.
قال (عليه السلام):
(نيسان) ثلاثون يوما يطول فيه النهار، ويقوي مزاج الفصل ويتحرك الدم، وتهب فيه الرياح الشرقية، يستعمل فيه من المآكل المشوية، وما يعمل بالخل ولحوم الصيد، وتعالج بالجماع والتمريغ بالدهن في الحمام، ويشرب الماء على الريق، ويشم الرياحين والطيب... ".
عرض الإمام (عليه السلام) إلى شهر نيسان، وذكر مميزاته وهي:
1 - طول النهار، وقصر الليل.
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»
الفهرست