حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ٢١٦
وزيادة عليه أربع أصابع ويترك في انائه، ذلك ثلاثة في الشتاء، وفي الصيف يوم وليلة ثم يجعل في قدر نظيف، وليكن الماء ماء السماء إن قدر عليه، وإلا فمن الماء العذب الذي ينبوعه من ناحية المشرق ماء براقا، أيضا خفيفا، وهو القابل لما يعترضه على سرعة من السخونة والبرودة وتلك دلالة على صفاء الماء، ويطبخ حتى ينتفخ الزبيب وينضج ثم يعصر ويصفى ماؤه ويبرد، ثم يرد إلى القدر ثانيا ويؤخذ مقداره بعود ويغلى بنار لينة غليانا لينا رقيقا حتى يمضي ثلثاه، ثم يؤخذ من عسل النحل المصفى رطل فيلقى عليه، ويؤخذ مقداره مقدار الماء إلى أين كان من القدر ويغلى حتى يذهب قدر العسل، ويعود إلى حده، ويؤخذ خرقة صفيقة (1) فيجعل فيها زنجبيل وزن درهم (2) ومن القرنفل نصف درهم، ومن الدراجين نصف درهم ومن الزعفران درهم، ومن سنبل الطيب نصف درهم ومن الهندباء مثله، ومن مصطكي نصف درهم بعد أن يسحق الجميع كل واحدة على حدة ويجعل في الخرقة ويشد بخيط شدا جيدا وتلقى فيه وتمرس الخرقة في الشراب بحيث تنزل قوى العقاقير التي فيها ولا يزال يعاهدها بالتحريك على نار لينة برفق حتى يذهب عنه مقدار العسل ويرفع القدر، ويبرد، ويؤخذ (3) مدة ثلاثة أشهر حتى يتداخل مزاجه بعضه ببعض، وحينئذ يستعمل، ومقدار ما يشرب منه أوقية إلى أوقيتين من الماء القراح فإذا اكلت يا أمير المؤمنين مقدار ما وصفت لك من الطعام فاشرب من هذا الشراب مقدار ثلاثة أقداح بعد طعامك، فإذا فعلت ذلك فقد أمنت بإذن الله يومك وليلتك من الأوجاع الباردة المزمنة كالنقرس، والرياح، وغير ذلك من أوجاع العصب والدماغ، والمعدة، وبعض أوجاع الكبد والطحال والأمعاء، والاحشاء فان صادفت بعد ذلك بشهوة الماء فلتشرب منه مقدار النصف مما كان يشرب قبله، فإنه أصلح لبدن أمير المؤمنين، وأكثر وأشد لضبطه وحفظه.
فان صلاح البدن وقوامه يكون بالطعام والشراب، وفساده يكون بهما فان أصلحتهما صلح البدن، وان أفسدتهما فسد البدن.... ".
وصف الإمام (عليه السلام) هذا الشراب بأنه الشراب الحلال الذي يعود على البدن بأهم الفوائد الصحية ويقيها من كثير من الأمراض وقد ذكر مواد تركيبه

(1) صفيقة: اي خفيفة.
(2) وزن الدرهم 2 / 5 غراما.
(3) يؤخذ: أي يترك.
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»
الفهرست