حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١١٩
فقال له الامام:
" أفبإرادته كان ذلك؟.. ".
" نعم... " وطفق الامام يبطل مقالته، ويبدي ما فيها من التناقض قائلا:
" فليس لقولك: أراد أن يكون حيا سميعا، بصيرا معنى، إذا لم يكن ذلك بإرادته؟... ".
والتبس الامر على سليمان، وراح يقول:
" بلى قد كان ذلك بإرادته... ".
وعج المجلس بالضحك، وضحك المأمون والرضا (عليه السلام) من تناقض كلام سليمان، والتفت الامام إلى الجماعة؟؟، وطلب منهم الرفق بسليمان، ثم قال له:
" يا سليمان، فقد حال - أي الله تعالى - عندكم عن حاله وتغير عنها، وهذا ما لا يوصف الله به... ".
وبان العجز على سليمان، وانقطع الكلام، والتفت الامام إليه ليقيم عليه الحجة قائلا:
" يا سليمان أسألك عن مسألة...؟ ".
" سل جعلت فداك.. ".
" اخبرني عنك وعن أصحابك تكلمون الناس بما تفقهون وتعرفون؟ أو بما لا تفقهون، ولا تعرفون.. ".
" بل بما نفقه ونعلم... ".
وأخذ الامام يقيم الحجة والبرهان على خطأ ما ذهب إليه سليمان قائلا:
" فالذي يعلم الناس أن المريد؟؟ غير الإرادة، وان المريد قبل الإرادة، وان الفاعل قبل المفعول، وهذا يبطل قولكم: ان الإرادة والمريد شئ واحد.. ".
وطفق سليمان قائلا:
" جعلت فداك، ليس ذلك منه على ما يعرف الناس، ولا على ما يفقهون؟ ".
واندفع الامام يبطل ما ذهب إليه قائلا:
" فأراكم ادعيتم علم ذلك بلا معرفة، وقلتم: الإرادة كالسمع والبصر إذا كان ذلك عندكم على ما لا يعرف، ولا يعقل.. ".
وحار سليمان ولم يطق جوابا أمام هذه الطاقات الهائلة من العلم التي يملكها
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست