حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٢٤
وسارع سليمان قائلا:
" نعم... ".
فأجابه الامام:
" فإذا أحدث إرادة، كان قولك: إن الإرادة هي هو أو شئ منه باطلا، لأنه لا يكون أن يحدث نفسه، ولا يتغير عن حالة تعالى الله عن ذلك... ".
وانبرى سليمان قائلا:
" إنه لم يكن عنى بذلك أنه يحدث إرادة.. ".
" فما عنى به؟... " عني فعل الشئ.. " . فزجره الامام قائلا:
" ويلك كم تردد هذه المسألة، وقد أخبرتك ان الإرادة محدثة، لان فعل الشئ محدث... ".
" فليس لها معنى... ".
" قد وصف نفسه عندكم، حتى وصفها بالإرادة بما له معنى فإذا لم يكن لها معنى قديم، ولا حديث بطل قولكم، ان الله عز وجل لم يزل مريدا... ".
وراح سليمان يتمسك بالشبه قائلا:
" إنما عنيت أنها - أي الإرادة - فعل من الله تعالى لم يزل.. ".
ورد عليه الامام قائلا:
" ألم تعلم أن ما لم يزل لا يكون مفعولا وقديما وحديثا في حالة واحدة ".
وحار سليمان في الجواب، فقد أبطل الامام جميع شبهه، وأوضح له ان كل ممكن حادث وليس أزليا، وإرادة الله تعالى ليست على غرار صفات الممكن.
وراح الامام يقيم عليه الحجة قائلا:
" لا بأس أتمم مسألتك... ".
" ان الإرادة صفة من صفاته... ".
وأنكر الامام عليه تكراره لهذه المسألة قائلا:
" كم تردد علي أنها صفة من صفاته، فصفته محدثة أو لم تزل؟... ".
" محدثة... ".
" الله أكبر فالإرادة محدثة، ان كانت صفة من صفاته لم تزل فلم يرد شيئا...
(١٢٤)
مفاتيح البحث: الباطل، الإبطال (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 ... » »»
الفهرست