حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٢٠
الإمام (عليه السلام)، واستأنف الامام حديثه ليتم عليه الحجة قائلا:
" يا سليمان هل يعلم الله جميع ما في الجنة والنار؟... ".
وأسرع سليمان قائلا:
" نعم ".
وانبرى الامام قائلا:
" أفيكون ما علم الله تعالى أنه يكون من ذلك؟... ".
" نعم.. ".
" فإذا كان حتى لا يبقى منه شئ، إلا كان يزيدهم أو يطويه عنهم؟.. " فأجاب سليمان:
" بل يزيدهم... ".
وأبطل الامام قوله:
" فأراه في قولك: قد زادهم ما لم يكن في علمه، انه يكون.. ".
وطفق سليمان يقول:
" جعلت فداك فالمريد لا غاية له... ".
ومضى الامام يفند شبه سليمان قائلا:
" فليس يحيط علمه عندكم بما يكون فيهما إذا لم يعرف غاية ذلك وإذا لم يحط علمه بما يكون فيهما، لم يعلم ما يكون فيهما قبل أن يكون، تعالى الله عز وجل عن ذلك علوا كبيرا.. ".
وراح سليمان يعتذر ويوجه ما قاله:
" انما قلت: لا يعلمه، لأنه لا غاية لهذا، لان الله عز وجل وصفهما بالخلود، وكرهنا أن نجعل لهما انقطاعا.. ".
وراح الإمام (عليه السلام) يفند شبهه وأوصافه قائلا:
" ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم، لأنه قد يعلم ذلك، ثم يزيدهم ثم لا يقطعه عنهم، وكذلك قال الله عز وجل في كتابه: (كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب) (1) وقال لأهل الجنة: (عطاء غير

(1) سورة النساء / آية 56.
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»
الفهرست