حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٠٨
لقد عرفناه بمخلوقاته، وآمنا به بما نشاهده من بدائع صنعته، وقد استبان بصورة واضحة لا غموض فيها في هذه العصور التي غزا الانسان فيها الفضاء الخارجي، فقد ظهر للبشرية عظيم صنعته تعالى بما أودعه في هذا الفضاء من الكواكب التي لا تحصى ولا تعد، وكلها تسير بانتظام، ودقة، ولو اختلفت في مسيرها لحظة لتصادمت، وتلاشت، ولم يبق لها اثر، فسبحان الله المبدع الحكيم.
س 7 - أي شئ غيره؟
ج 7 - مشيئته، واسمه وصفته، وما أشبه ذلك، وكل ذلك محدث، مخلوق، مدبر.. ".
لقد عرفنا الله بمشيئته واسمه وصفاته التي دلت عليه سبحانه، ففي دعاء الصباح: " يا من دل على ذاته بذاته ". وكل ما في الكون من موجودات تستند إليه استناد المصنوع إلى الصناع.
س 8 - يا سيدي أي شئ هو؟
ج 8 - " هو نور، بمعنى أنه هاد خلقه من أهل السماء، وأهل الأرض، وليس لك علي أكثر من توحيدي إياه... ".
لقد أراد عمران بسؤاله معرفة حقيقة الله تعالى، متوهما انه تعالى كسائر الممكنات والموجودات، ولما كان ذلك مستحيلا، إذ كيف يحيط الانسان الذي لا يعرف ذاته وما فيها من الأجهزة الدقيقة، كيف يعرف حقيقة الخالق العظيم المصور والمبدع للأكوان، وقد أجاب الإمام (عليه السلام) انه يعرف بأوصافه الظاهرية من هدايته لخلقه وغير ذلك من الأدلة الصريحة الواضحة التي تنادي بوجود خالقها العظيم.
س 9 - يا سيدي: أليس قد كان ساكتا قبل الخلق لا ينطق، ثم نطق...
ج 9 - " لا يكون السكوت إلا عن نطق قبله، والمثل في ذلك أنه لا يقال للسراج: هو ساكت لا ينطق، ولا يقال: ان السراج ليضئ، فما يريد أن يفعل بنا لان الضوء من السراج ليس بفعل منه، ولا كون، وانما هو ليس شئ غيره، فلما استضاء لنا، قلنا: قد أضاء لنا، حتى استضأنا به، فبهذا تستبصر أمرك.. ".
ومعنى جواب الإمام (عليه السلام) إن السكوت والنطق انما يعرضان موضوع قابل لهما، توارد العدم والملكة وحيث إن نطق الله تعالى ليس على غرار ما يتصف به الناطقون من الممكنات، فيصح عليه النطق، كما يصح عليه السكوت وقد ذهبت
(١٠٨)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 ... » »»
الفهرست