حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١٢١
مجذوذ) (2) وقال عز وجل: (وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة) (3) فهو عز وجل يعلم ذلك لا يقطع عنهم الزيادة.. أرأيت ما أكل أهل الجنة، وما شربوا يخلف مكانه؟... ".
" بلي.. ".
" أفيكون يقطع ذلك عنهم، وقد أخلف مكانه؟... ".
" لا.. ".
ومضى الإمام (عليه السلام) يقرر ما ذهب إليه قائلا:
" فكذلك كلما يكون فيها إذا أخلف مكانه فليس بمقطوع عنهم.. ".
وراح سليمان يتمسك بالشبه والأوهام ثم يزيله عنها هذه الحجج البالغة التي أقامها الامام قائلا:
" بلى يقطعه عنهم، ولا يزيدهم... ".
وانبرى الامام فأبطل ذلك بقوله:
" إذا يبيد فيها، وهذا يا سليمان ابطال الخلود، وخلاف الكتاب، لان الله عز وجل يقول: (لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد) (4) ويقول عز وجل: (عطاء غير مجذوذ) ويقول عز وجل: (وما هم عنها بمخرجين (5) ويقول عز وجل: (خالدين فيها أبدا) (6) ويقول عز وجل: (وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة).
ووجم سليمان، وحار في الجواب، وراح يسد عليه كل نافذة يسلك فيها لاثبات شبهة قائلا له:
" يا سليمان الا تخبرني عن الإرادة أفعل هي أم غير فعل...؟ ".
" بل هي فعل.. ".
ورد الامام عليه:
" فهي محدثة لان الفعل كله محدث... ".
إن كل ممكن معلول ومصنوع وحادث أما واجب الوجود تعالى فهو عار عن

(2) سورة هود / آية 108 (3) سورة الواقعة / آية 33.
(4) سورة ق / آية 35.
(5) سورة الحجر / آية 48.
(6) سورة البينة / آية 8.
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست