حياة الإمام الرضا (ع) - الشيخ باقر شريف القرشي - ج ١ - الصفحة ١١٧
" إني أكره أن أسأل مثله في مجلسك في جماعة من بني هاشم، فينتقص عند القوم إذا كلمني، ولا يجوز الانتقاص عليه.. ".
وتعهد له المأمون، ووعده أن لا يصيبه أي اذى أو مكروه قائلا:
" إنما وجهت إليه لمعرفتي بقوتك، وليس مرادي إلا تقطعه عن حجة واحدة فقط.. ".
وهذا الكلام يدلل على سوء ما يضمره المأمون للامام، وما يكنه له من الحقد والعداء، واطمأن سليمان، من أي اعتداء عليه، وراح يقول للمأمون:
" حسبك يا أمير المؤمنين، أجمع بيني وبينه، وخلني والذم... " ووجه المأمون في الوقت رسوله إلى الامام يطلب منه الحضور لمناظرة سليمان فأجابه الامام إلى ذلك، وحضر معه وفد من أعلام أصحابه ضم عمران الصابئ الذي أسلم على يده وجرى حديث بينه وبين سليمان حول البداء، فأنكره سليمان، وأثبته عمران، وطلب سليمان رأي الامام فيه فأقره، واستدل عليه بآيات من الذكر الحكيم، والتفت المأمون إلى سليمان فقال له: سل أبا الحسن عما بدا لك وعليك بحسن الاستماع والانصاف، ووجه سليمان الأسئلة التالية للإمام (عليه السلام):
س 1 - " ما تقول فيمن جعل الإرادة اسما وصفة مثل حي، وسميع، وبصير وقدير؟.. ".
ج 1 - انما تقول: حدثت الأشياء واختلفت لأنه شاء وأراد، ولم تقولوا:
حدثت الأشياء واختلفت لأنه سميع بصير، فهذا دليل على أنهما - أي الإرادة والمشيئة - ليستا مثل سميع، ولا بصير، ولا قدير.
وانبرى سليمان قائلا:
" فإنه لم يزل مريدا... ".
ورد عليه الامام:
" يا سليمان فإرادته غيره؟... ".
" نعم... ".
وذهب سليمان إلى التعدد مع أن الله تعالى متحد مع ارادته، وأبطل الامام شبهته قائلا: " قد أثبت معه شيئا غيره لم يزل؟... ".
" ما أثبت.... ".
(١١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 ... » »»
الفهرست