الرجلان وتبادلا حديثا قصيرا بينهما قال الإمام الصادق للزنديق: انتظر حتى أفرغ من الطواف ثم إئتنا نحدثك فنرى ما عندك.
ولما فرغ أبو عبد الله من طوافه وصلاته، أتاه الزنديق، فقعد بين يديه وتلامذة الإمام - ومنهم صاحب الرواية هشام بن الحكم، مجتمعون عنده.
قال أبو عبد الله للزنديق: أتعلم أن للأرض تحتا وفوقا؟
قال: نعم.
قال: فهل دخلت تحتها؟
قال: لا.
قال: فما يدريك ما تحتها؟
قال: لا أدري إلا أني أظن أن ليس تحتها شئ.
قال أبو عبد الله: فالظن عجز فلم لا تستيقن؟ ثم أردف الصادق يقول:
أفصعدت إلى السماء؟
قال: لا.
قال أفتدري ما فيها؟
قال: لا.
قال الإمام: عجبا لك لم تبلغ المشرق ولم تبلغ المغرب، ولم تنزل إلى الأرض، ولم تصعد إلى السماء ولم تجز هناك فتعرف ما خلفهن، وأنت مع ذلك جاحد بما فيهن، فهل يجحد العاقل ما لا يعرف؟
قال الزنديق: ما كلمني بها أحد غيرك.
فقال أبو عبد الله: فأنت من ذلك، إذن، في شك، فلعله هو ولعله ليس هو؟