الحياة الدنيا، ووفقا لهذا القانون الكوني فإنهم يثبتون ان الجنة والنار تلازم صاحبها في هذه الدنيا ابتداءا من جنة الأعمال ونار الأعمال ولكن قد حجبتهما الحجب الظلمانية عند الانسان فلا يراهما إلا بعد الممات، وذلك لأنه يتخلص من الحجب الظلمانية وأغلظها الجسم العنصري الذي حبس روحه ونفسه وعقله فيه فلم ير الحقائق إلا بعد أن يتخلص منه وينطلق في العوالم الأخرى التي تسكن إليها وفيها الأرواح والنفوس فتنكشف لها بعض الحقائق الكبرى طبق المواصفات النسبية مع التكامل الروحي والنفسي لكل إنسان.
وأما نار الأعمال وجهنمها في هذه الدنيا وكذلك جنة الأعمال وفردوسها فهي محجوبة عن الناس إلا النفوس الكلية والنفوس القوية التي منحها الحق تعالى قدرة رؤية تلك الحقائق.
واستشهد على هذه الحقيقة بعدة آيات منها قوله تعالى: * (يستعجلونك بالعذاب وان جهنم لمحيطة بالكافرين) * (1) وقوله تعالى: * (أحاط بهم سرادقها) * (2).
فالمقصود بالإحاطة هي الإحاطة المطلقة ابتداءا من هذه الدنيا إلى ذلك العالم الآخر والعوالم التي تلي عالم الحياة الدنيا.
كما أن هناك نصوص كثيرة جدا تشهد على هذه الحقائق يحتاج تفصيلها إلى بحوث مستقلة.
ولم ينكر أهل المعرفة تلك العوالم التي يلاقيها الانسان بعد موت جسمه بل العكس من ذلك فإنهم يعتبرون أن الأرواح عندما تتجرد عن أجسامها تكون أقدر على معرفة تلك الحقائق الثابتة، وحينئذ فمن الطبيعي أن تكون النفوس التي قطعت القيامات الأنفسية أقدر على ادراك القيامات الآفاقية، ولذلك فهي تكون أسرع في قطع القيامات التي قطعتها في الأولى، وسوف تمر بها كالبرق الخاطف، وقد أشارت إلى هذه الحقائق مجموعة من الروايات الشريفة فمنها الروايات التي