أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٣٠٥
حقوق النبي صلى الله عليه وآله كان نبينا الأعظم محمد صلى الله عليه وآله، المثل الأعلى في سائر نواحي الكمال، اصطفاه الله من الخلق واختاره من العباد، وحباه بأرفع الخصائص والمواهب التي حبا بها الأنبياء عليهم السلام، وجمع فيه ما تفرق فيهم من صنوف العظمات والأمجاد ما جعله سيدهم وخاتمهم.
وناهيك في عظمته أنه استطاع بجهوده الجبارة ومبادئه الخالدة، أن يحقق في أقل من ربع قرن من الانتصارات الروحية والمكاسب الدينية، ما لم يستطع تحقيقه سائر الأنبياء والشرائع في أكثر من قرون.
جاء بأكمل الشرائع الإلهية، وأشدها ملائمة لأطوار الحياة، وأكثرها تكفلا باسعاد الانسان ماديا وروحيا، دينا ودنيا، فأخرج الناس من ظلمة الكفر إلى نور الاسلام، ومن شقاء الجاهلية إلى السعادة الأبدية. وجعل أمته أكمل الأمم دينا، وأوفرهم علما، وأسماهم أدبا وأخلاقا، وأرفعهم حضارة ومجدا.
وقد عانى في سبيل ذلك من ضروب الشدائد والأهوال، ما لم يعانه أي نبي.
من أجل ذلك، فان القلم عاجز عن تعداد أياديه، وحصر حقوقه
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»