أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٣٠٧
تحتها الأنهار خالدين فيها، وذلك الفوز العظيم. ومن يعص الله ورسوله، ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها، وله عذاب مهين (النساء: 13 - 14).
وقال عز وجل: إن الذين يحادون الله ورسوله، أولئك في الأذلين. كتب الله لأغلبن أنا ورسلي، إن الله قوي عزيز (المجادلة: 20 - 21).
2 - محبته:
تختلف دواعي الحب والإعجاب باختلاف نزعات المحبين وميولهم، فمن الناس من يحب الجمال ويقدسه، ومنهم من يحب البطولة والأبطال ويمجدهم، ومنهم من يحب الأريحية ويشيد بأربابها.
وقد اجتمع في النبي الأعظم صلى الله عليه وآله كل ما يفرض المحبة ويدعو إلى الاعجاب، حيث كان نموذجا فذا، ونمطا فريدا بين الناس. لخص الله فيه آيات الجمال والكمال، وأودع فيه أسرار الجاذبية، فلا يملك المرء أزائه الا الحب والاجلال، وهذا ما تشهد به شخصيته المثالية، وتأريخه المجيد.
قال أمير المؤمنين عليه السلام وهو يصف شمائل رسول الله صلى الله عليه وآله:
كان نبي الله أبيض اللون، مشربا حمرة، أدعج العين، سبط الشعر، كث اللحية، ذا وفرة، دقيق المسربة، كأنما عنقه إبريق فضة يجري في تراقيه الذهب، له شعر من لبته إلى سرته كقضيب خيط، وليس في بطنه ولا صدره شعر غيره، شثن الكفين والقدمين، إذا مشى
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»