أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٣٠٨
كأنه ينقلع من صخر، إذا أقبل كأنما ينحدر من صب، إذا التفت التفت جميعا بأجمعه، ليس بالقصير ولا بالطويل، كأنما عرقه في وجهه اللؤلؤ، عرقه أطيب من المسك (1).
وقال عليه السلام وهو يصف أخلاق الرسول صلى الله عليه وآله:
كان أجود الناس كفا، وأجرأ الناس صدرا، وأصدق الناس لهجة، وأوفاهم ذمة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه فعرفه أحبه، لم أر مثله قبله ولا بعده (2).
ولأجل تلك الشمائل والمآثر، أحبه الناس على اختلاف ميولهم في الحب: أحبه الأبطال لبطولته الفذة التي لا يجاريه فيها بطل مغوار، وأحبه الكرام إذ كان المثل الأعلى في الأريحية والسخاء، وأحبه العباد لتولهه في العبادة وفنائه في ذات الله، وأحبه أصحابه المخلصون لمثاليته الفذة في الخلق والخلق.
قال أمير المؤمنين عليه السلام: جاء رجل من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وآله، فقال: يا رسول الله ما أستطيع فراقك، واني لأدخل منزلي فأذكرك، فأترك ضيعتي وأقبل حتى أنظر إليك حبا لك، فذكرت إذا كان يوم القيامة، وأدخلت الجنة، فرفعت في أعلى عليين، فكيف لي بك يا نبي الله؟، فنزل: ومن يطع الله والرسول، فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك

(1) البحار م 6 في أوصاف خلقه وشمائله.
(2) سفينة البحار م 2 ص 414.
(٣٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 ... » »»