أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٣١٦
اكتسبته وأين وضعته، وعن حبنا أهل البيت (1).
وعن الحكم بن عتيبة، قال: بينا أنا مع أبي جعفر عليه السلام، والبيت غاص بأهله، إذ أقبل شيخ يتوكأ على عنزة له، حتى وقف على باب البيت فقال: السلام عليك يا بن رسول الله ورحمة الله وبركاته، ثم سكت. فقال أبو جعفر: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. ثم أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت وقال: السلام عليكم، ثم سكت، حتى أجابه القوم جميعا وردوا عليه السلام. ثم أقبل بوجهه على أبي جعفر عليه السلام، ثم قال:
يا بن رسول الله أدنني منك، جعلني الله فداك، فوالله اني لأحبكم وأحب من يحبكم، ووالله ما أحبكم وما أحب من يحبكم لطمع في دنيا. واني لأبغض عدوكم وأبرأ منه، ووالله ما أبغضه وأبرأ منه لوتر كان بيني وبينه. والله اني لأحل حلالكم، وأحرم حرامكم، وأنتظر أمركم. فهل ترجو لي، جعلني الله فداك؟!
فقال أبو جعفر عليه السلام: إلي... إلي، حتى أقعده إلى جنبه. ثم قال: أيها الشيخ، إن أبي علي بن الحسين عليه السلام، أتاه رجل فسأله عن مثل الذي سألتني عنه، فقال له أبي: إن تمت ترد على رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين عليهم السلام، ويثلج قلبك، ويبرد فؤادك، وتقر عينيك، وتستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين لو قد بلغت نفسك هاهنا - وأهوى بيده إلى حلقه - وان تعش تر ما يقر الله به عينك، وتكون معنا في السنام

(1) البحار م 7، ص 389، عن مجالس الشيخ المفيد.
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»