أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٣٠٤
المبتلى الصابر. والمعطى الشاكر، له من الأجر كأجر المحروم القانع (1).
4 - التوكل:
وهو: الاعتماد على الله عز وجل في جميع الأمور، وتفويضها إليه، والإعراض عما سواه.
والتوكل، هو من أجل خصائص المؤمنين ومزاياهم المشرفة، الموجبة لعزتهم وسمو كرامتهم وارتياح ضمائرهم، بترفعهم عن الاتكال والاستعانة بالمخلوقين، ولجوئهم وتوكلهم على الخلاق العظيم القدير في كسب المنافع ودرء المضار.
لذلك تواترت الآيات والآثار في تمجيد هذا الخلق، والتشويق إليه.
قال تعالى: إن ينصركم الله فلا غالب لكم، وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده، وعلى الله فليتوكل المؤمنون (آل عمران: 16).
وقال تعالى: ومن يتوكل على الله فهو حسبه (الطلاق: 3).
وقال الصادق عليه السلام: إن الغنى والعز يجولان، فإذا ظفرا بموضع التوكل أوطنا (2).
وقال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته للحسن عليه السلام: والجئ نفسك في الأمور كلها إلى إلهك، فإنك تلجئها إلى كهف حريز، ومانع عزيز (3).

(1) الوافي ج 3 ص 67 عن الكافي.
(2) الوافي ج 3 ص 56 عن الكافي.
(3) نهج البلاغة (ومن شاء التوسع في الأبحاث الثلاثة، الطاعة والشكر والتوكل، فليرجع إلى القسم الأول من هذا الكتاب).
(٣٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 299 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 ... » »»