أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٣١٠
صلى الله عليه وآله قد فعل ذلك، أشار إليه بيده إجلس، فجلس بين يديه، فقال: مالك فعلت اليوم شيئا لم تكن تفعله قبل؟
فقال: يا رسول الله، والذي بعثك بالحق نبيا، لغشى قلبي شئ من ذكرك حتى ما استطعت ان أمضي في حاجتي، رجعت إليك. فدعا له وقال له خيرا.
ثم مكث رسول الله صلى الله عليه وآله أياما لا يراه، فلما فقده سأل عنه، فقيل له: يا رسول الله ما رأيناه منذ أيام. فانتعل رسول الله صلى الله عليه وآله وانتعل معه أصحابه، فانطلق حتى أتى سوق الزيت، فإذا دكان الرجل ليس فيه أحد، فسأل عنه جيرته، فقالوا: يا رسول الله، مات... ولقد كان عندنا أمينا صدوقا، الا انه قد كان فيه خصلة، قال: وما هي؟ قالوا: كان يزهق (يعنون، يتبع النساء). فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: لقد كان يحبني حبا، لو كان بخاسا لغفر الله له (1).
3 - الصلاة عليه:
قال تعالى: إن الله وملائكته يصلون على النبي، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (الأحزاب: 56).

(1) الوافي ج 3، ص 143 - 144. الزهق: غشيان المحارم. والبخس: النقص في المكيال والميزان.
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»