أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ٣٠٠
1 - العبادة:
قال علي بن الحسين عليه السلام: فأما حق الله الأكبر فإنك تعبده، لا تشرك به شيئا، فإذا فعلت ذلك باخلاص، جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة، ويحفظ لك ما تحب منها (1).
والعبادة لغة، هي: غاية التذلل والخضوع، لذلك لا يستحقها الا المنعم الأعظم الذي له غاية الافضال والانعام، وهو الله عز وجل.
واصطلاحا هي: المواظبة على فعل المأمور به.
وناهيك في عظمة العبادة وجليل آثارها وخصائصها في حياة البشر: ان الله عز وجل جعلها الغاية الكبرى من خلقهم وإيجادهم، حيث قال: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين (الذاريات: 56 - 58).
وبديهي ان الله تعالى غني عن العالمين، لا تنفعه طاعة المطيعين وعبادتهم، ولا تضره معصية العصاة وتمردهم، وإنما فرض عبادته على الناس لينتفعوا بخصائصها وآثارها العظيمة، الموجبة لتكاملهم واسعادهم.
فمن خصائص العبادة: أنها من أقوى الأسباب والبواعث على تركيز العقيدة ورسوخ الايمان في المؤمن، لتذكيرها بالله عز وجل ورجاء ثوابه، والخوف من عقابه، وتذكيرها بالرسول الأعظم، فلا ينساه ولا ينحرف عنه.

(1) رسالة الحقوق للإمام علي بن الحسين عليه السلام.
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»