أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٦٦
وقال الصادق عليه السلام في حديث له:
إن قوما أفرغت عليهم النعمة وهم (أهل الثرثار) فعمدوا إلى مخ الحنطة فجعلوه خبز هجاء فجعلوا ينجون به صبيانهم، حتى اجتمع من ذلك جبل، فمر رجل على امرأة وهي تفعل ذلك بصبي لها، فقال: ويحكم اتقوا الله لا تغيروا ما بكم من نعمة، فقالت: كأنك تخوفنا بالجوع، أما ما دام ثرثارنا يجري فانا لا نخاف الجوع.
قال: فأسف الله عز وجل، وضعف لهم الثرثار، وحبس عنهم قطر السماء ونبت الأرض، قال فاحتاجوا إلى ما في أيديهم فأكلوه، ثم احتاجوا إلى ذلك الجبل فإنه كان ليقسم بينهم بالميزان (1).
وعن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال قال النبي (ص): أسرع الذنوب عقوبة كفران النعم (2).
كيف نتحلى بالشكر:
إليك بعض النصائح لاكتساب فضيلة الشكر والتحلي به:
1 - التفكر فيما أغدقه الله على عباده من صنوف النعم، وألوان الرعاية واللطف.
2 - ترك التطلع إلى المترفين والمنعمين في وسائل العيش، وزخارف

(1) البحار عن محاسن البرقي.
(2) البحار عن أمالي ابن الشيخ الطوسي.
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»