أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٧١
سليب الإرادة والعزم. وإنما التوكل هو: الثقة بالله عز وجل، والركون إليه، والتوكل عليه دون غيره من سائر الخلق والأسباب، باعتبار أنه تعالى هو مصدر الخير، ومسبب الأسباب، وأنه وحده المصرف لأمور العباد، والقادر على انجاح غاياتهم ومآربهم.
ولا ينافي ذلك تذرع الانسان بالأسباب الطبيعية، والوسائل الظاهرية لتحقيق أهدافه ومصالحه كالتزود للسفر، والتسلح لمقاومة الأعداء، والتداوي من المرض، والتحرز من الأخطار والمضار، فهذه كلها أسباب ضرورية لحماية الانسان، وانجاز مقاصده، وقد أبى الله عز وجل أن تجري الأمور الا بأسبابها.
بيد أنه يجب أن تكون الثقة به تعالى، والتوكل عليه، في انجاح الغايات والمآرب، دون الأسباب، وآية ذلك أن أعرابيا أهمل عقل بعيره متوكلا على الله في حفظه، فقال النبي صلى الله عليه وآله، له: إعقل وتوكل.
درجات التوكل:
يتفاوت الناس في مدارج التوكل تفاوتا كبيرا، كتفاوتهم في درجات إيمانهم: فمنهم السباقون والمجلون في مجالات التوكل، المنقطعون إلى الله تعالى، والمعرضون عمن سواه، وهم الأنبياء والأوصياء عليهم السلام، ومن دار في فلكهم من الأولياء.
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»