من الملك ما تم لي سرور يوم إلى الليل، وقد أحببت أن أدخل قصري في غد، فأصعد أعلاه، وأنظر إلى ممالكي، فلا تأذنوا لأحد علي لئلا يرد علي ما ينغض علي يومي. قالوا:
فلما كان من الغد أخذ عصاه بيده، وصعد إلى أعلى موضع قصره، ووقف متكئا على عصاه ينظر إلى ممالكه مسرورا بما أوتي، فرحا بما أعطي، إذ نظر إلى شاب حسن الوجه واللباس قد خرج عليه من بعض زوايا قصره، فلما بصر به سليمان عليه السلام، قال له:
من أدخلك إلي هذا القصر، وقد أردت أن أخلو فيه اليوم، فبإذن من دخلت؟
فقال الشاب: أدخلني هذا القصر ربه، وبإذنه دخلت.
فقال: ربه أحق به مني، فمن أنت؟
قال: أنا ملك الموت، قال: وفيما جئت؟
قال: جئت لأقبض روحك.
قال: إمض لما أمرت به، فهذا يوم سروري، وأبى الله أن يكون لي سرور دون لقائه. فقبض ملك الموت روحه وهو متكئ على عصاه... (1).