أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٧٧
فهو لا يصبح إلا خائفا، ولا يصلحه إلا الخوف (1).
وقال عليه السلام: لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون خائفا راجيا، ولا يكون خائفا راجيا حتى يكون عاملا لما يخاف ويرجو (2).
وفي مناهي النبي صلى الله عليه وآله:
من عرضت له فاحشة، أو شهوة فاجتنبها من مخافة الله عز وجل، حرم الله عليه النار، وآمنه من الفزع الأكبر، وأنجز له ما وعده في كتابه، في قوله عز وجل: (ولمن خاف مقام ربه جنتان) (الرحمن: 46) (3).
وقال بعض الحكماء: مسكين ابن آدم، لو خاف من النار كما يخاف من الفقر لنجا منهما جميعا، ولو رغب في الجنة كما رغب في الدنيا لفاز بهما جميعا، ولو خاف الله في الباطن كما يخاف خلقه في الظاهر لسعد في الدارين جميعا.
ودخل حكيم على المهدي العباسي فقال له: عظني. فقال: أليس هذا المجلس قد جلس فيه أبوك وعمك قبلك؟ قال: نعم. قال: فكانت لهم أعمال ترجو لهم النجاة بها؟ قال: نعم.
قال: فكانت لهم أعمال تخاف عليهم الهلكة منها؟ قال: نعم. قال: فانظر ما رجوت لهم فيه فآته، وما خفت عليهم منه فاجتنبه.

(1) الوافي ج 3 ص 57 عن الكافي.
(2) الوافي ج 3 ص 57 عن الكافي.
(3) البحار م 15 ج 2 ص 113 عن الفقيه.
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»