أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٦٤
من صور الشكر ومظاهره:
فشكر المال: إنفاقه في سبل طاعة الله ومرضاته.
وشكر العلم: نشره وإذاعة مفاهيمه النافعة.
وشكر الجاه: مناصرة الضعفاء والمضطهدين، وانقاذهم من ظلاماتهم. ومهما بالغ المرء في الشكر، فإنه لن يستطيع أن يوفي النعم شكرها الحق، إذ الشكر نفسه من مظاهر نعم الله وتوفيقه، لذلك يعجز الانسان عن أداء واقع شكرها: كما قال الصادق عليه السلام أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام: يا موسى اشكرني حق شكري. فقال: يا رب وكيف أشكرك حق شكرك، وليس من شكر أشكرك به، الا وأنت أنعمت به علي. قال: يا موسى الآن شكرتني حين علمت أن ذلك مني (1).
فضيلة الشكر:
من خصائص النفوس الكريمة تقدير النعم والألطاف، وشكر مسديها، وكلما تعاظمت النعم، كانت أحق بالتقدير، وأجدر بالشكر الجزيل، حتى تتسامى إلى النعم الإلهية التي يقصر الانسان عن تقييمها وشكرها.
فكل نظرة يسرحها الطرف، أو كلمة ينطق بها الفم، أو عضو تحركه الإرادة، أو نفس يردده المرء، كلها منح ربانية عظيمة،

(1) الوافي ج 3 ص 68 عن الكافي.
(١٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 ... » »»