أخلاق أهل البيت (ع) - السيد محمد مهدي الصدر - الصفحة ١٦٥
لا يثمنها الا العاطلون منها.
ولئن وجب الشكر للمخلوق فكيف بالمنعم الخالق، الذي لا تحصى نعماؤه ولا تقدر آلاؤه.
والشكر بعد هذا من موجبات الزلفى والرضا من المولى عز وجل، ومضاعفة نعمه وآلائه على الشكور.
أما كفران النعم، فإنه من سمات النفوس اللئيمة الوضيعة، ودلائل الجهل بقيم النعم وأقدارها، وضرورة شكرها.
أنظر كيف يخبر القران الكريم: أن كفران النعم هو سبب دمار الأمم ومحق خيراتها:
وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان، فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون (النحل: 112).
وسئل الصادق عليه السلام: عن قول الله عز وجل: قالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم الآية (سبأ: 19) فقال: هؤلاء قوم كانت لهم قرى متصلة، ينظر بعضهم إلى بعض، وأنهار جارية، وأموال ظاهرة، فكفروا نعم الله عز وجل، وغيروا ما بأنفسهم من عافية الله، فغير الله ما بهم من نعمة، وإن الله لا يغير ما بقوم، حتى يغيروا ما بأنفسهم، فأرسل الله عليهم سيل العرم ففرق قراهم، وخرب ديارهم، وذهب بأموالهم، وأبدلهم مكان جناتهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشئ من سدر قليل، ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي الا الكفور (1).

(1) الوافي ج 3 ص 167 عن الكافي.
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 ... » »»