الإستيعاب بسند معتبر عن سفيان الثوري عن أبي قيس الأودي قال أدركنا الناس وهم ثلاث طبقات أهل دين يحبون عليا وأهل دنيا يحبون معاوية والخوارج (انتهى).
هكذا كان السلف فأين هي الطبقة الرابعة من السلف التي تحب عليا ومعاويا كليهما إننا لو فتشنا وتقصينا لم نجد واحدا من جلة الصحابة والتابعين يحب معاوية كما يحبه اليوم المنتسبون إلى الأشعري والماتريدي ويصوب أفعاله كما صوبها هؤلاء أو يتأولها له كما تأولوا وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون.
نسألك اللهم هداية وتوفيقا لنا ولهذه العصائب المتعصبة ليتهم حيث اطمأنت نفوسهم إلى معاوية استحسان مساوية وهشت أفئدتهم إلى خلاف علي عليه السلام وحزبه سلكوا سبيلا من الإنصاف ولو ضيقا فإن من المقرر الثابت في أصولهم أنه لا يجوز الإنكار على من ارتكب مختلفا فيه كما نص عليه القسطاني والأصوليون ثم إنهم لم يجعلوا الخلاف أمير المؤمنين عليه السلام وأكابر الصحابة في هذه المسألة حظا من النظر في مقابلة قول الأشعري والماتريدي بل أسقطوا قوله وقول من موافقه عن درجة الاعتبار فلم يعدوا قوله خلافا أصلا وصاروا ينكرون أشد الإنكار على من قال:
بقوله وعمل بعمله في هذه المسألة وإذا قلت لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول لم يستحيوا أن يجيبوك بقولهم حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرون والله غفور رحيم.
وإذا البينات لم تغن شيئا * فالتماس الهدى بهن عياء وإذا ضلت القول على علم فماذا تقوله النصحاء يتبجح أناس من أنصار معاوية ويحتجون بأن القول بتعديله ووجوب تأويل قبائحه وجواز حبه وتسويده هو قول الجم الغفير من المحدثين ثم