أدري ما الصادف له عن ذلك والحال أنه من كبار العلماء المطلعين وتأليفه كان بعد انقضاء الدولتين الأموية والعباسية إن هذا والله لقريب من الجفاء إن لم يكن الجفاء بعينه.
حاول البعض من أصحابنا وهم القليل تفضيل عائشة على خديجة رضي الله عنهما مع أن أحاديث خيرية نساء الجنة شاهدة لخديجة بالفضل إذ لم تذكر عائشة رضي الله عنها في شئ من تلك الأحاديث ومع أنه عليه السلام غضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب حين قالت له عائشة وقد أبدلك الله خيرا منها وقال لا والله ما أبدلني الله خيرا منها ومع أن خديجة أقرأها جبريل السلام عن ربها وعائشة اقرأها النبي السلام عن جبريل ومع أن خديجة أسبق جميع المسلمين إلى الإسلام إلى غير ذلك ولعائشة رضي الله عنها فضل لا ينكر من نشر العلم ومحبة النبي صلى الله عليه وآله لها وقوله عليه السلام فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام إلى غير ذلك وقد أفرط الملأ علي القاري واستدل بهذا الحديث على تفضيل عائشة مطلقا حتى على فاطمة رضي الله عنها وقارب الجمهور فقالوا عائشة أفضل من فاطمة في بعض الخصال وليست الأفضلية بهذا المعنى من موارد الخلاف أصلا ولسنا الآن في مجال بحث وتدقيق إذ الصبح مسفر لذي عينين ولكنا نبين لك تحامل البعض مهما أمكنهم على أهل البيت عليهم السلام (1).