النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٢١٣
لهم دليلا لم نطلع عليه فهذا هو السبب الذي قيدهم وأطلقني وأسكتهم وأنطقني والآفة كل الآفة هو التقليد الأعمى والله أعلم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلول قال أبو طالب المشكاتي قيل للإمام أحمد إن قوما يدعون الحديث ويذهبون إلى رأي سفيان قال أعجب لقوم سمعوا الحديث وعرفوا الإسناد وصحته يدعونه ويذهبون إلى رأي سفيان وغيره قال الله تعالى فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم.
وقال بعض العلماء لو اجتمع مجتهدوا الأرض كلهم على قول وكان النبي يقتضى خلافه فالحق قول النبي عليه السلام وإجماع المجتهدين في مقابله كضرطة بعير في فلاة.
وقال السيد الآلوسي في جلاء العينين نقلا عن ابن تيمية قال قد كان بعض الناس يناظر ابن عباس في المتعة فقال له قال أبو بكر قال عمر فقال ابن عباس يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء أقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وتقولون قال أبو بكر قال عمر (انتهى).
قلت ولم يقل ابن عباس إن أبا بكر وعمر كانا أعلم مني وأفضل ولو لم يكن لهما دليل على قولهما لما قال ثم قال ولو فتح هذا الباب لوجب أن يعرض عن أمر الله تعالى وعن أمر رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ويبقى كل إمام في اتباعه بمنزلة النبي في أمته وهذا تبديل للدين وشبيه بما عاب الله به النصارى في قوله: اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله (انتهى).
ووجه المشابهة في هذا ظاهر إذ من المعلوم أن النصارى لم يعبدوا الأحبار ولا الرهبان وإنما اتخذوا مجرد أقوالهم حجة يتدينون بها فعابهم الله بذلك الفعل وسماه عبادة.
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في إعلام الموقعين أن فتاوى الصحابة
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»