النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٢١٩
من أتباع الأشعري والماتريدي وأن هؤلاء هم الجماعة والسواد الأعظم المأمور بلزومهما عند الاختلاف كما جاء في الحديث الشريف فاغتروا بذلك وظنوا الكثرة عاصمة عن الخطأ وملازمة للحق وإن كانت أدلة الأقل أقوى وحجتهم أظهر وأوضح وهيهات هيهات إن السواد الأعظم والجماعة هو من كان على الحق ولو واحدا كما قدمنا ذلك عن سفيان الثوري رحمه الله.
قال ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان قال أبو محمد عبد الرحمن ابن إسماعيل المعروف بأبي شامة في كتاب الحوادث والبدع حيث جاء الأمر بلزوم الجماعة فالمراد به لزوم الحق واتباعه وإن كان المتمسك به قليلا والمخالف له كثيرا لأن الحق هو الذي كانت عليه الجماعة الأولى من عهد النبي صلى الله عليه وآله وأصحابه ولا نظر إلى كثرة أهل الباطل بعدهم قال عمرو بن ميمون الأودي صحبت معاذا باليمن فما فارقته حتى واريته في التراب بالشام ثم صحبت بعده أفقه الناس عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فسمعته يقول عليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ثم سمعته يوما من الأيام وهو يقول سيلي عليكم ولاة يؤخرون الصلاة عن مواقيتها فصلوا الصلاة لميقاتها فهي الفريضة وصلوا معهم فإنها لكم نافلة قال قلت يا أصحاب محمد ما أدري ما تحدثونا قال:
وما ذاك قلت تأمرني بالجماعة وتحضني عليها ثم تقول صل الصلاة وحدك وهي الفريضة وصل مع الجماعة وهي نافلة قال يا عمرو بن ميمون قد كنت أظنك من أفقه أهل هذه القرية. تدري ما الجماعة؟ قلت لا قال:
إن جمهور الجماعة الذين فارقوا الجماعة. الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك وفي طريق أخرى فضرب على فخذي وقال: ويحك إن جمهور الناس فارقوا الجماعة وإن الجماعة ما وافق طاعة الله عز وجل قال نعيم بن حماد يعني إذ أفسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد وإن كنت وحدك فإنك أنت الجماعة حينئذ ذكره البيهقي وغيره وقال فيه سئل
(٢١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 ... » »»