النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٢١٦
ما اختلفوا فيه من بعدي (وأخرج) الطبراني عن سلمان من حديث قال فيه صلى الله عليه وآله وسلم هذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل يعني عليا (وأخرج) نحوه الطبراني عن أبي ذر وابن عدي والعقيلي عن ابن عباس (وأخرج) أبو يعلى وسعيد بن منصور عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله الحق مع ذا الحق مع ذا يعني عليا (وأخرج) الخطيب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله أنا وهذا حجة على أمتي يوم القيامة يعني عليا (وأخرج) الحاكم في المستدرك عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال إن لله سيهدي قلبك ويثبت لسانك (وأخرج) أبو نعيم في الحلية عن أبي بردة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال إن عليا راية الهدى وإمام الأولياء ونحو هذه الأحاديث كثيرة وهي وإن لم تقتض العصمة لعلي على قول الجمهور لكنها تدل دلالة قوية على أنه لا يفارق الحق وعلى أنه أعلم الصحابة حتى أنه لم ينقل إنه استفتى أحدا من الصحابة في مسألة ما مع أن رجوع أكابر الصحابة إلى أقواله في المشكلات مشهور ومستفيض إلى قول ابن عباس إن عليا أحرز تسعة أعشار العلم ووالله لقد شاركنا في العاشر وإذا كان كذلك فلم لا يكون تقليده أحق وأصوب من تقليد فلان وفلان ولكن على من تقرأ زبورك يا داود إنك لا تسمع الموتى ولا تسمع الصم الدعاء إذا أولوا مدبرين وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم إن تسمع إلا من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون.
ولربما يقول القائل إنه نقل أيضا عن بعض السلف من أهل القرن الثاني والثالث القول بتعديل معاوية في الرواية وإن السلامة متيقنة في السكوت عنه وهذا هو قول الأشعري والماتريدي.
فنقول أما القول بتعديله فقد مر الجواب عنه في الشبهة الأولى وأما القول بأن السلامة متيقنة في السكوت عنه فليس مراد القائلين بذلك السكوت
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»