النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٢٦٩
المقلدين إن ترك الحوض في ما جريات معاوية وقبائحه وآفاته ومظالمه وهو الواجب وهذا خطأ واضح وغلط فاضح وقال بعضهم إنه الأحوط والأسلم وهذا وإن كان فاسدا إلا أنه أهون مما قبله ثم الطامة الكبرى إن بعضهم أثبت له أجرا وثوابا ولعل ذلك بسبب جده واجتهاده في قتال أمير المؤمنين كرم الله وجهه وعدم توانيه وتقصيره في مناصبته وعداوته يقولون ذلك ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم إن من أبعد البعيد دعوى إثابة الباغي وحصول الأجر للطاغي ومن السخافة ترشيح معاوية نفسه للاجتهاد كما يزعمون في تطلب حق يطمع ويزعم أنه أولى به من علي كرم الله وجهه كيف وهو باب مدينة العلم وما كان من الصحابة من يقول سلوني غيره ولولا المجازفة وعدم وضع الأشياء في مواضعها لما دار ذلك في خلد بشر فأنا لله وإنا إليه راجعون.
إن ما يذكره بعض هؤلاء من الأعذار الباردة عن معاوية وأعوانه هو الذي سبب استسلام المسلمين لكل قاهر غشوم ومستبد ظلوم وبالتقليد الأعمى تفرقوا شيعا ونبذوا كتاب الله فالاعتذار عن معاوية وعن كل ذي ملك عضوض هو في الحقيقة جناية على الإسلام وإذا شئت معرفة فساد كل شبهة يوردها عليك هؤلاء المقلدون فدونك هذه الرسالة فإنها قد شحنت بالحق الصراح وماذا بعد الحق إلا الضلال وأسأل الله التوفيق في القول والعمل وصلى الله على رسوله الأمين وآله وصحبه والتابعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
قال ذلك وكتبه الحقير صالح بن علي بن ناصر بن علي جابر اليافعي عفى الله عنه آمين.
(٢٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 259 260 261 262 263 264 265 266 267 268 269