النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٢١٥
الذي صنعوا ولو فرضنا أن الأمر راجع إلى التقليد فقط فإنا نقول لهم إنكم لن تجدوا في جميع علمائكم الذين تقلدونهم من يداني أو يقارب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه علما وعملا وورعا واحتياطا في الدين وحرصا على الحق وسابقة في الإسلام وأقواله في معاوية وسبه ولعنه إياه وكشفه قبائحه وتحذيره من متابعة ضلاله مشهور متواتر وقد قدمنا طرفا من ذلك فهلا قلدتموه واتبعتم ما قاله أوليس هو أولى بالتقليد من أولئك العلماء الذين قلدتموهم وأجدر بمعرفة الحق منهم ويحكم أتظنون إصابة مقلديكم وخطأ باب مدينة العلم علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وأمثاله من كبار الصحابة وكبار التابعين إن هذا والله لهو الخبط والغباوة وخدع النفس والهوى أليس قد جاء عن المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم في حق علي عليه السلام ما يدل صريحا على أنه لا يفارق الحق في أقواله وأفعاله وأعماله كلها حتى ادعى له العصمة بسبب ذلك جماعة من أهل البيت الطاهر ولنذكر طرفا منهما تقوم به الحجة على الخالفين وتطمئن إليه نفوس الموافقين.
أخرج الحاكم والطبراني في الأوسط عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال علي مع القرآن والقرآن مع علي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض.
وأخرج الطبراني والحاكم وأبو نعيم عن زيد بن أرقم من حديث وفيه:
فإنه - يعني عليا - لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلال وأخرج أبو نعيم في الحلية عن حذيفة أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال إن تولوا عليا تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الطريق المستقيم وأخرج الديلمي عن عمار بن ياسر وأبي أيوب بلفظ: يا عمار إن رأيت عليا سلك واديا وسلك الناس واديا غيره فأسلك مع علي وأخرج الحاكم عن أبي ذر أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال من فأرق عليا فارقني ومن فارقني فقد فارق الله (وأخرج) الديلمي عن أبي ذر أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال يا علي أنت تبين للناس
(٢١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 210 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 ... » »»