ولرسوله وما ارتكبه من معاصيه وسينكشف الغطاء عن جميع ذلك يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها والخصوم إذ ذاك الآلاف المؤلفة من المسلمين والحكم إذ ذاك من لا تخفى عليه خافية فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد.
ربما يقول قائل أنت تطالب الناس اليوم أن يوافقوا الإمام عليا ومن هو على طريقته من كبار الصحابة في شأن معاوية وبغضه واستباحة لعنه وهم نعم القدوة والأسوة كما ذكرت ولكنا وجدنا كثيرا من أهل القرون الأولى كالإمام الشافعي ونظرائه قد أهملوا تلك الأقوال وسكتوا عنها فهل لا يسعنا ما وسع أولئك الأئمة من السكوت والإعراض عن هذه المشاجرات وطرحها جانبا.
فنقول له لا يسعكم ما وسعهم لأنهم معذورون فيما سكتوا عنه ولا كذلك أنتم. إنهم وجدوا في زمان كانت الدولة والصولة والشوكة لبني أمية وأمرائهم العتاة الذين لا يرقبون في مؤمن ألا ولا ذمة فلا يتجاسر أحد أن يعلن أو يصرح بما يعرفه ويعتقده من مثالب أسلافهم وتوغلهم في البغي والظلم ثم أتى زمان بني العباس فكانوا على بغضهم وعداوتهم لبني أمية يضيقون ذرعا بكل فضيلة واتباع وانتماء إلى علي وأهل بيته عليهم السلام وكان أهل البيت وشيعتهم في أيام تينك الدولتين بل وفي إمرة ابن الزبير (1)