النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٢٢٢
في غاية من الاضطهاد والتشريد والقتل والأذى طبق ما أخبر به المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم فأنهم خرجوا من ظلم بني أمية إلى ظلم بني العباس ولئن كان كان بنو العباس أعداء لبني أمية فأنهم كذلك أعداء الداء للعلويين كارهين ذكر كل ما فيه منقبة وفضل لبني علي عليه السلام حتى أن أحد ملوكهم هدم قبر الحسين عليه السلام وزرع الأرض فوقه وحكم بعضهم على العلويين أن لا يركبوا خيلا ولا يتخذوا خادما وإن من كان بينه وبين أحد من العلويين خصومة من سائر الناس قبل قول خصمه فيه ولم يطالب ببينة كما ذكر ذلك المقريزي في الخطط وغيره ومات كثير من أكابرهم في سجون بني العباس كما سبق ذكر شئ منه إلى غير ذلك مما كفتنا التواريخ مؤنة نقله فلا عجب مع هذا إذا اسكت أولئك الأئمة عن الحث على الاقتداء بعلي عليه السلام في ذلك وإن من الخطأ الواضح أن نجعل المعذور في سكوته عن بيان بوائق معاوية وأمثاله أسوة وقدوة لنا في السكوت عنها ونحن غير معذورين كيف وقد جاء في حديث أنس وغيره أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: عند ثناء الصحابة على الأموات بالخير والشر وجبت أنتم شهداء الله في أرضه فإذا سكت غير المعذور عن ذكر تلك الموبقات منه ومن أعوانه كان كاتما للشهادة المطلوبة منه وإذا اذكر ما يعلمه من موبقاته وجرائره كان شاهد بر وصدق وإذا مدحه وأطراه وتأول له التأويلات كان شاهد زور والعياذ بالله تعالى على أن السابقين بينوا ما بينوا من قبائح ذلك الطاغية وسكتوا عن كثير منها ولكنهم حيث سكتوا لم يفعلوا ما فعله من قلدتموهم من إطراء معاوية وتبريره وتسويده والأمر بحبه وحب أولئك البغاة المفسدين بل كانوا يشيرون إلى رفضهم وبغضهم والتحذير من توليهم ومحبتهم بما تجده في مطاوي كلامهم من المعاريض والإشارات إذا لم يقدروا على التصريح بشئ من ذلك وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب.
(٢٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 227 ... » »»