النصائح الكافية - محمد بن عقيل - الصفحة ٢٠٩
قال نعم قال فتعلم أن عمر ولاه قال نعم قال فلم تلومني إن وليت ابن عامر في رحمه وقرابته قال: علي سأخبرك إن عمر بن الخطاب كان كل من ولى فإنما يطأ على صماخه إن بلغه عنه حرف جلبه ثم بلغ به أقصى الغاية وأنت لا تفعل، ضعفت ورفقت على أقربائك قال: عثمان أقرباؤك أيضا فقال لعمري إن رحمي منهم لقريبة ولكن الفضل في غيرهم قال: عثمان هل تعلم أن عمر ولى معاوية خلافته كلها فقد وليته فقال علي أنشدك الله هل تعلم أن معاوية كان أخوف من عمر من يرفا غلام عمر منه قال نعم قال علي فإن معاوية يقتطع الأمور دونك وأنت تعلمها فيقول للناس هذا أمر عثمان فيبلغك ولا تغير على معاوية (انتهى) وإليك واقعة من وقائع عمر رضي الله عنه تدلك على أنه لو كان عمر يعلم أدنى شئ مما يصير إليه معاوية من البغي والفساد وارتكاب الجرائم وتفريق الأمة لما ولاه ساعة واحدة على شبر من الأرض فيه مسلم واحد.
قال ابن أبي شيبة حدثنا ابن فضيل عن عطاء بن السائب قال حدثني غير واحد أن قاضيا من قضاة الشام أتى عمر فقال يا أمير المؤمنين رأيت رؤيا أفظعتني قال: ما هي قال رأيت الشمس والقمر يقتتلان والنجوم معهما نصفين قال: فمع أيهما كنت قال: كنت مع القمر على الشمس فقرأ عمر وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة أنت مع الآية الممحوة فانطلق فوالله لا تعمل لي عملا أبدا قال عطاء فبلغني أنه - يعني القاضي المعزول - قتل مع معاوية بصفين (انتهى) أفترى عمر رضي الله عنه إذ لم يرض باستعمال رجل دلت رؤياه على أنه من حزب معاوية إذ هو الآية الممحوة كما ظهر بمقتل ذلك القاضي يرضى باستعمال وتولية رئيس تلك الفئة الباغية وإمامها ومغويها كلا والله غير أن الله سبحانه وتعالى استأثر بعلم الغيب وحجبه عن عباده إلا من شاء الله فيما شاءه جل شأنه.
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»