في قتل الأخيار ولكنا نقول إنك ما علمنا واسع الدنيا ضيق الآخرة قريب الثرى بعيد المرعى تجعل الظلمات نورا والنور ظلمات قال بعد مجاورة طويلة مع ابن الكواء ثم تكلم صعصعة فقال تكلمت يا ابن أبي سفيان فأبلغت ولم تقصر عما أردت وليس الأمر على ما ذكرت أنى يكون الخليفة من ملك الناس قهرا ودانهم كبرا واستولى بأسباب الباطل كذبا ومكرا أما والله ما لك في يوم بدر مضرب ولا مرمى ولقد كنت أنت وأبوك في العير والنفير ممن أجلب على رسول الله صلى الله عليه وآله وإنما أنت طليق ابن طليق أطلقكما رسول الله صلى الله عليه وآله فأنى تصلح الخلافة لطليق فقال معاوية لولا أني أرجع إلى قول أبي طالب حيث يقول:
قابلت جهلهم حلما ومغفرة * والعفو عن قدرة ضرب من الكرم لقتلتكم (انتهى).
(قلت) لم يكن امتناع هذا الطاغية عن قتل هؤلاء خوفا من المنتقم الجبار ولا فرقا من ورود النار بل امتنع عن ذلك كما صرح نفسه به طمعا في أن يقال إنه حليم وكريم وقد قالها أنصاره وزادوا عليها ما أقروا به عين الباطل وشوهوا به وجه الحق وقد جاؤوا ظلما وزورا.
(الشبهة الثالثة ما يزعمه أنصار معاوية من الأحاديث في فضله) وسنقدم قبل ذكر شئ منها طرفا مما جاء عن الحفاظ على سبيل الإجمال في نفي صحتها وإعلالها تعلم به حقيقة حالها (قال) الحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله في كتابه اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة بعد أن ذكر أحاديث كثيرة في فضل معاوية كلها موضوعة لا أصل لها ثم قال: قال الحاكم سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب بن يوسف يقول سمعت أبي يقول سمعت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يقول لا يصح في فضل معاوية حديث (انتهى).
(ونقل) الحافظ بن حجر العسقلاني في شرحه على البخاري عن ابن