المؤمنين وقد أخذ هذه الخؤولة من جهة كون معاوية أخا لأم المؤمنين أم حبيبة رضي الله عنها وأخو الأم خال لغة ويظن الطائش أن بتلك الخؤولة التي زعمها لمعاوية شرفا ونسبا بينه وبين المؤمنين وما دري الغبي أنه لا يمكن ولا يصح إطلاق لفظ الخال على أحد من إخوان أمهات المؤمنين رضي الله عنهن حقيقة لأن الله سبحانه إنما نزلهن منزلة الأمهات للمؤمنين في التحريم واستحقاق التعظيم فقط لا منزلة الأم بجميع معانيها فإن الأم الحقيقة هي الوالدة قال الله تعالى إن أمهاتهم اللائي ولدنهم وأنهم ليقولون منكرا من القول وزورا.
وكما نزلت زوجات النبي عليه وآله الصلاة والسلام منزلة الأم فيما مر فكذلك نزلت المرضعة مع قرابتها في منزلة الأم الحقيقة في تحريم المناكحة فقط لا في كل معانيها من التوارث ووجوب الطاعة والنفقة وغيرها.
ولو صح أن يقال إن معاوية خال المؤمنين لصح أن يقال إن حيي بن أخطب اليهودي جد المؤمنين فمن كان معاوية خاله فحيي جده ولكانت بنات أبي سفيان بل وبنات أبي بكر وعمر خالات المؤمنين كيف وهن متزوجات بأبناء أخواتهن إن هذا والله لهو التلاعب بكتاب الله وأحكامه ماذا يقول الفقيه فيما لو علق رجل طلاق زوجته بقوله إن كان معاوية خالي أو حيي جدي فزوجته طالقة أتراه يمضيه ويفرق بينهما لا أظن قاضيا يتجاسر على ذلك ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أما كتابة معاوية للنبي صلى الله عليه وآله فصحيحة كما جاءت في صحيح مسلم وفي حديث إسناده حسن أن معاوية كان يكتب بين يدي النبي صلى الله عليه وآله قال المدائني كان زيد بن ثابت يكتب الوحي وكان معاوية يكتب للنبي صلى الله عليه وآله فيما بينه وبين العرب (انتهى) وتلك فضيلة لا تنكر أما كتابة معاوية للوحي والتنزيل فلم تصح ومن ادعى ذلك فليثبت آية نزلت فكتبها معاوية