أن أسالم معاوية وأضع الحرب بيني وبينه وقد بايعته ورأيت أن حقن الدماء خير من سفكها ولم أرد بذلك إلا صلاحكم وبقاءكم وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين.
وكتب الحسن عليه السلام إلى قيس بن سعد وهو على مقدمته في اثني عشر ألفا يأمره بالدخول في طاعة معاوية فقام قيس في الناس فقال أيها الناس اختار والدخول في طاعة إمام ضلالة أو القتال من غير إمام فقال بعضهم بل نختار الدخول في طاعة إمام ضلالة فبايعوا معاوية أيضا وانصرف قيس فيمن تبعه وأمروا قيسا وتعاقدوا على قتال معاوية حتى يشترط لشيعة علي ولمن كان معه على دمائهم وأموالهم فأعطاهم معاوية عهدا بذلك واصطلحوا ولما استقر الأمر لمعاوية دخل عليه سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه فقال السلام عليك أيها الملك فضحك معاوية وقال ما كان عليك يا أبا إسحاق لو قلت يا أمير المؤمنين فقال أتقولها جذلان ضاحكا والله ما أحب إني وليتها بما وليتها به.
وبلغ المغيرة بن شعبة أن معين بن عبد الله يريد الخروج فأرسل إليه وعنده جماعة فأخذ وحبس وبعث المغيرة إلى معاوية يخبره بأمره فكتب إليه إن شهد أني خليفة فخل سبيله فأحضره المغيرة فقال أتشهد أن معاوية خليفة وأنه أمير المؤمنين فقال أشهد أن الله عزو جل حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور فأمر بن فقتل (انتهى من الكامل).
وأخرج ابن عبد البر عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: وفدت مع أبي إلى معاوية أوفدنا إليه زياد فدخلنا على معاوية فقال حدثنا يا أبا بكرة فقال إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول الخلافة ثلاثون ثم يكون الملك قال:
فأمر بنا فوجئ في اقفائنا حتى أخرجنا. هذا هو ملخص قصة صلح الحسن عليه السلام مع معاوية وبها يتضح أنه إمام ضلالة كما قال قيس بن سعد وأنه