هو المجتهد وشهادة ابن عباس قطعيه وأطالوا في ذلك بما يضجر المطالع ويفسد ذهن السامع قبلوا شهادة ابن عباس لمعاوية ونعم الشاهد ولم يقبلوا شهادة مولى كل مؤمن ومؤمنة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه حيث يقول لمعاوية كما في نهج البلاغة دخلت في الإسلام كرها وخرجت منه طوعا وأسقطوا شهادته (ع) فيما نقله الثقاة عنه أنه قال إن معاوية وعمرا وابن أبي معيط وحبيبا وابن أبي سرح ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن أنا أعرف بهم منكم قد صحبتهم أطفالا ثم رجالا فكانوا شر أطفال وشر رجال ونبذوا أيضا شهادة قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري في كتابه إلى معاوية يقول فيه أنا أنصار الدين الذي خرجت منه وأعداء الدين الذي دخلت فيه وأمثال هذه الشهادات على معاوية من كبار الصحابة كثيرة جدا لا يمكن حصرها.
بماذا شهد ابن عباس لمعاوية؟! قال إنه فقيه حيث أوتر بركعة، إن الفقه بهذه المسألة التي خالف بها عمل النبي وأصحابه يكاد أن يكون من قبيل الحيل في دين الله ويوضحه قوله دعه فلو كان ذلك محمودا لأمره بالاقتداء به (أخرج) الطبراني في الفردوس عن ابن عباس أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال آفة الدين ثلاثة فقيه فاجر وإمام جائر ومجتهد جاهل.
أما الحديث الذي أشار إليه الإمام النسائي فهو ما رواه مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يلعب مع الصبيان فجاء له النبي صلى الله عليه وآله فهرب وتوارى فجاءه وضربه بين كتفيه ثم قال اذهب فأدع لي معاوية قال: فجئت فقلت هو يأكل ثم قال: اذهب فأدع لي معاوية قال: فجئت فقلت هو يأكل فقال لا أشبع الله بطنه انتهى روي أنه كان يأكل إلى أن يمل فيقول ارفعوا فوالله ما شبعت ولكن مللت وتعبت كأن داء أصابه بدعاء الرسول صلى الله عليه وآله قال الشاعر يصف رجلا أكولا.