لنا الفخر والنسب والسماحة عند الحسب، من خير شجرة أنبتت فروعا نامية وأثمارا زاكية وأبدانا قائمة، فينا أصل الإسلام وعلم النبوة، فعلونا حين شمخ بنا الفخر، واستطلنا حين امتنع منا العز، نحن بحور زاخرة لا تنزف، وجبال شامخة لا تقهر» (1).
كيف لا يكون بينهما تغاير ذاتي والإمام (عليه السلام) أمه بضعة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) التي قال فيها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «إن الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضب فاطمة» (2) وأبوه نفس الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بالنص الوارد في عدة موارد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو حجة الله والإمام على الخلق كافة ملكا وبشرا وجنا بنص الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضا، حيث قال فيه وفي أخيه «هما إمامان إن قعدا وإن قاما». ومعاوية الطليق بن الطلقاء بالاتفاق، وأمهاته من ذوات الأعلام، أين الثرى والثريا، والآن ينازع هذا المغمور ذلك العلم في أمر الخلافة، فيطيعه الناس الخبثاء عبيد الدنيا ويعرضون عن الحق، وبديهي أن هذا النوع من الناس يستحقون إماما مثل معاوية، ليأخذ القائد والسائق والتابع بعضهم بأيدي بعض ويهوي الجميع في أسفل السافلين موضع التقاء المنافقين «وكل إلى كل مضاف ومنتسب».
ولو تأملت جيدا لوجدت أن كل الكدورات الحاصلة في الدنيا فعلا، والظلمات التي تتراكم بعضها فوق بعض ناتجة عن غصب حقوق الولاية التي وقعت بيد من ليس لها بأهل، وهكذا هو ديدن الناس، والوتيرة واحدة; وإذا كان معاوية إمام الناس وهو فاسق لا يعرف العدالة، فكيف سينشر العدل في الناس؟!
* * *