الخصائص الفاطمية - الشيخ محمد باقر الكجوري - ج ٢ - الصفحة ٥٢٠
ورثت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في كل شيء، ومنها: أن الله جعل نسل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) منها، وجعلها الكوثر والماء المعين للذرية الطاهرة ولم يخصها الله بهذه الكرامة إلا من حيث فضلها وما علمه من إخلاصها في النية والعمل في العبادة، وتعظيم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لها دليل واضح وبرهان لائح على منزلتها وشأنها، فما معنى أن يقوم لها النبي إجلالا وإكراما ويجلسها مجلسه ويقبل رأسها ويقبل يدها؟ فلو لم يكن لتلك الطاهرة المطهرة مكانة خاصة عند الله لما صنع بها النبي كل ما صنع; لأن فاطمة ابنته وقد أمر الله الولد بتعظيم الوالد، ولم يأمر الوالد بتعظيم الولد، وهذه الأمة مأمورة جميعا بتعظيم الآباء، فتعظيم النبي لابنته لابد أن يكون من باب الاستحقاق الذي أعطاه الله لفاطمة شرفا ومكانة، والنبي يتبع الأمر الإلهي ويفعل ما يريده الله ﴿إن هو إلا وحي يوحى﴾ (1).
ولو لم تكن فاطمة مشرفة بشرف خاص عند الله ومؤيدة تأييدا خاصا، لما أمكنها أن تطوى على الجوع وهي طفلة صغيرة حتى يصفر لونها ثم لا تجزع بل لا تظهر ذلك.. ماذا أقول؟! إني أكتب شيئا وأنت تقرأ شيئا آخر، ليت الموت أعدمني الحياة.
روى المجلسي في عاشر البحار عن عمران بن الحصين، قال: كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جالسا إذ أقبلت فاطمة وقد تغير وجهها من الجوع، فقال لها: ادني، فدنت منه فرفع النبي يده حتى وضعها على صدرها في موضع القلادة، وكانت فاطمة صغيرة، ثم قال: اللهم مشبع الجاعة ورافع الوضعة، لا تجع فاطمة (عليها السلام)،

(٥٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 515 516 517 518 519 520 521 522 523 524 525 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الخصيصة الخامسة عشر من الخصائص الخمسين في شرح حديث «ما كمل من النساء...» وبيان كمال فاطمة (عليها السلام) عقلا وإيمانا وإرثا 3
2 الخصيصة السادسة عشر من الخصائص الخمسين في النساء الممدوحات في القرآن الكريم 19
3 الخصيصة السابعة عشر من الخصائص الخمسين في شرح حال آمنة; الوالدة الماجدة للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) 52
4 الخصيصة الثامنة عشر من الخصائص الخمسين في حالات السيدة فاطمة بنت أسد (عليها السلام) 89
5 الخصيصة التاسعة عشر من الخصائص الخمسين في نسب وحسب حليمة السعيدة مرضعة النبي 106
6 الخصيصة العشرون من الخصائص الخمسين في بيان أحوال زوجات عبد المطلب وبناته 126
7 الخصيصة الحادية والعشرون من الخصائص الخمسين في حالات زوجات سيد الكائنات (صلى الله عليه وآله وسلم) 146
8 الخصيصة الثانية والعشرون من الخصائص الخمسين في أحوال أم أيمن وأسماء وسلمى وفضة الخادمة 162
9 الخصيصة الثالثة والعشرون من الخصائص الخمسين قبل الوفاة 202
10 الخصيصة الحادية والثلاثون في ذكر بقية شمائل أمير المؤمنين (عليه السلام) 221
11 الخصيصة الثانية والثلاثون في الشمائل الكريمة لصهر الرسول وزوج البتول 250
12 الخصيصة الثالثة والثلاثون في بيان بقية شمائل صهر الرسول وزوج البتول 263
13 الخصيصة الرابعة والثلاثون في بيان يد وعضد صهر الرسول وزوج البتول (عليه السلام) 280
14 الخصيصة الخامسة والثلاثون في الوليمة ومقدماتها وتعيين وقت الزواج (الزفاف) 317
15 الخصيصة السادسة والثلاثون في بيان زفاف الصديقة الطاهرة (عليها السلام) 337
16 الخصيصة السابعة والثلاثون في بيان نزول هدية الجنة من السماء في زفاف فاطمة (عليها السلام) 355
17 الخصيصة الثامنة والثلاثون في تأويل قوله تعالى: (مرج البحرين يلتقيان) 365
18 الخصيصة التاسعة والثلاثون بيان إجمالي في قوله تعالى (وإن منكم إلا واردها) 381
19 الخصيصة الأربعون في الآيات القرآنية المنزلة والمأولة في حق فاطمة الطاهرة 391
20 الخصيصة الحادية والأربعون في أن لفاطمة (عليها السلام) نصيبا في كل جزء وكل حرف من القرآن وكذا الأنوار الخمسة 411
21 الخصيصة الثانية والأربعون في بيان أن الله حصر الولاية والإمامة في أولاد فاطمة بعد زوجها و... 432
22 الخصيصة الثالثة والأربعون في بيان الأحاديث عن صحاح العامة التي تدل على فضيلة فاطمة (عليها السلام) 451
23 الخصيصة الرابعة والأربعون في بيان ما روي في صحاح العامة وكتب الخاصة في فضيلة تلك المخدرة 463
24 الخصيصة الخامسة والأربعون في بيان الحديث الثالث من الأربعين حديثا التي وردت في صحاح العامة وعن طرقهم 471
25 الخصيصة السادسة والأربعون في بيان البعض الآخر من الأربعين حديث المروية في صحاح العامة 484
26 الخصيصة السابعة والأربعون في ذكر بقية الأربعين حديثا المروية في صحاح العامة 508
27 الخصيصة الثامنة والأربعون في بيان أولاد تلك المخدرة والخصوصيات التي جعلها الله لها في نسلها 557
28 الخصيصة التاسعة والأربعون في بيان ولادة الحسين (عليه السلام) وشؤون فاطمة الطاهرة في هذا المولود السعيد 593
29 الخصيصة الخمسون في بيان ولادة الحسين (عليه السلام)، وتحقيق في الحديث الشريف «فاطمة بضعة مني...» 607