فرأيت الدم على وجهها كما كانت الصفرة (١).
وهل ثمة فضيلة أعظم من أن يسئل الإمام الصادق (عليه السلام) عن معنى «حي على خير العمل» فيقول: «خير العمل بر فاطمة وولدها» (٢).
وفي رواية أخرى قال: «خير العمل الولاية» (٣).
بديهي أن يكون البر بها (عليها السلام) ومحبة أولادها خير العمل، لأنها سلمت أمرها إلى الله، وأفنت نفسها في مقام رضا الله، وأوصلت نفسها إلى رتبة الكمال حتى صار رضا الله رضاها، وتحملت هي وأولادها المرارة والتعب في سبيل إقامة دين الله، واتخذت الله وكيلا في أعمالها، فأعطاها الله هذه الموهبة، وأكرمها بهذه الكرامة.
في المناقب: روي أن فاطمة (عليها السلام) تمنت وكيلا عند غزاة علي (عليه السلام)، فنزل ﴿رب المشرق والمغرب لا إله إلا هو فاتخذه وكيلا﴾ (4) (5).
وتفويض الأمر إلى الله يؤدي إلى هذه النتائج، فيرى جماعة من الصحابة فاطمة نائمة والرحى تدور، أو يرونها تصلي والمهد يهتز، هنيئا لها ولمن أحبها، وسحقا وتعسا لمن أبغضها.
روى أبو حامد الإسفرايني عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
«أول شخص يدخل الجنة فاطمة» (6).