ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم) (التوبة 61).
تنبيه: في بيان غريب ما سبق:
" الأدلم " (1): بدال مهملة: الأسود الطويل.
" ثائر شعر الرأس ": منتشر الشعر.
" أسفع الخدين " (2): السفعة - بالضم: سواد مشرب بحمرة أو زرقة.
" الصفر ": بضم الصاد المهملة وبالفاء: النحاس.
ومنهم: مربع - بميم مكسورة فراء ساكنة فموحدة مفتوحة فعين مهملة - ابن قيظي - بقاف فتحتية فظاء معجمة مشالة - وهو الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين أجاز في حائطه، ورسول الله صلى الله عليه وسلم عامد إلى أحد: " لا أحل لك يا محمد إن كنت نبيا أن تمر في حائطي ".
وأخذ في يده حفنة من تراب ثم قال: " والله لو أعلم أني لا أصيب بهذا التراب غيرك لرميتك به ". فابتدره القوم ليقتلوه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعوه فهذا الأعمى أعمى القلب أعمى البصر " (3).
ومنهم عبد الله بن أبي سلول، وسلول هي أم أبي وهو أبي بن مالك العوفي أحد بني الحبلى. وكان رأس المنافقين وإليه يجتمعون، وهو الذي قال: " لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل " في غزوة بني المصطلق. وفي قوله ذلك نزلت سورة المنافقين بأسرها. وقدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وعبد الله بن أبي سيد أهلها لا يختلف عليه في شرفه من قومه اثنان، لم يجتمع الأوس والخزرج قبله ولا بعده على رجل من أحد الفريقين غيره حتى جاء الإسلام. وكان قومه قد نظموا له الخرز ليتوجوه ثم يملكوه عليهم، فجاءهم الله عز وجل برسوله صلى الله عليه وسلم وهم على ذلك فما انصرف قومه عنه إلى الإسلام ضغن، ورأى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استلبه ملكا. فلما أن رأى قومه قد أبوا إلا الإسلام دخل فيه كارها مصرا على نفاق وضغن.
وروى ابن إسحاق، والإمام أحمد، والشيخان عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما. قال ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حمارا عليه إكاف فوقه قطيفة فدكية مختطمة بحبل من ليف. قال:
وأردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم خلفه بعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج قبل وقعة بدر،