وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر.
قال الحافظ: أما الأعبد فهم: بلال وزيد بن حارثة وعامر بن فهرية مولى أبي بكر، فإنه أسلم قديما مع أبي بكر.
روى الطبراني عن عروة أن عامرا كان ممن يعذب في الله فاشتراه أبو بكر وأعتقه، وأبو فكيهة - بفاء مضمومة فكاف مفتوحة فمثناة تحتية ساكنة: مولى صفوان بن أمية بن خلف، ذكر ابن إسحاق أنه أسلم حين أسلم بلال فعذبه أمية فاشتراه أبو بكر فأعتقه.
وأما الخامس فيحتمل أن يفسر بشقران فقد نقل ابن السكن في الصحابة عن عبد الله بن أبي داود أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورثه من أبيه هو وأم أيمن.
وذكر بعض شيوخنا بدل أبي فكيهة عمار بن ياسر، وهو محتمل، وكان ينبغي أن يكون منهم أبوه، فإن الثلاثة كانوا ممن يعذب في الله.
وأما المرأتان: فخديجة، والأخرى أم أيمن أو سمية.
وذكر بعض شيوخنا تبعا للدمياطي أنها أم الفضل زوج العباس، وليس بواضح لأنها وإن كانت قديمة الإسلام إلا أنها [لم] تذكر في السابقين ولو كان كما قال لعد أبو رافع مولى العباس لأنه أسلم حين أسلمت أم الفضل.
وكذا عند ابن إسحاق في هذا الحديث أن أبا بكر أول من أسلم من الرجال الأحرار مطلقا، لكن مراد عمار بذلك: ممن أظهر إسلامه وإلا فقد كان حينئذ جماعة ممن أسلم لكنهم كانوا يخفون إسلامهم من أقاربهم.
وروى البخاري عن سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه: قال لقد رأيتني وأنا ثلث الإسلام وما أسلم أحد إلا في اليوم الذي أسلمت فيه، ولقد مكثت سبعة أيام وأنا ثلث الإسلام.
قال الحافظ: قال ذلك سعد بحسب اطلاعه، والسبب فيه أن من كان أسلم في ابتداء الأمر كان يخفي إسلامه ولعله أراد بالاثنين الآخرين خديجة وأبا بكر، أو النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر.
وقد كانت خديجة أسلمت قطعا، فلعله خص الرجال.
وبما ذكر يحصل الجمع بين حديث عمار بن ياسر وبين حديثي عمار وسعد، أو يحمل قول سعد على الأحرار البالغين ليخرج الأعبد المذكورون أو لم يكن اطلع على أولئك.
ويدل على هذا الأخير أنه وقع عند الإسماعيلي بلفظ: (ما أسلم أحد قبلي) وهو مقتضى رواية البخاري، وهي مشكلة لأنه قد. سلم قبله جماعة لكن يحمل ذلك على مقتضى ما كان اتصل بعلمه حينئذ.