رواه ابن إسحاق.
وروى ابن سعد عن هشام بن عروة عن أبيه رحمهما الله تعالى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
يا خديجة إني أرى ضوءا وأسمع صوتا لقد خشيت أن أكون كاهنا. قالت: إن الله تعالى لا يفعل ذلك بك إنك تصدق الحديث وتؤدي الأمانة تصل الرحم.
وروى ابن الجوزي عن ابن عباس قال: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة سنة:
سبعا يرى الضوء والنور ويسمع الصوت، ثماني سنين يوحى إليه.
وقال الخازن (1): وهذا إن صح فيحمل على سنتين قبل النبوة فيما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يراه من تباشير النبوة، وثلاث سنين بعد النبوة قبل إظهار الدعوة وعشر سنين معلنا بالدعوة بمكة.
تنبيهان الأول: قال السهيلي في بعض المسندات: إن هذا الحجر الذي كان يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم هو الحجر الأسود.
وهذا التسليم الأظهر فيه أن يكون حقيقة ويكون الله تعالى أنطقه انطاقا، كما خلق الحنين في الجذع. ولهذا مزيد بيان في المعجزات.
الثاني: قال القاضي وغيره رحمهم الله تعالى: وإنما ابتدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرؤيا لئلا يفجأه الملك ويأتيه بصريح النبوة بغتة فلا تحملها القوى البشرية، فبدئ بأوائل خصال النبوة وتباشير الكرامة ومن صدق الرؤيا وما جاء في الحديث الآخر من رؤية الضوء وسماع الصوت وتسليم الحجر والشجر عليه بالنبوة حتى استشعر عظيم ما يراد به واستعد لما ينتظره فلم يأته الملك إلا بأمر عنده مقدماته. والله أعلم.
(1) علي بن محمد بن إبراهيم الشيحي علاء الدين المعروف بالخازن: عالم بالتفسير والحديث، من فقهاء الشافعية.
بغدادي الأصل، ولد ببغداد، وسكن دمشق مدة، وكان خازن الكتب بالمدرسة السميساطية فيها. توفي بحلب. له تصانيف، منها (لباب التأويل في معاني التنزيل، يعرف بتفسير الخازن، و (عدة الأفهام في شرح عمدة الأحكام) في فروع الشافعية، توفى 741 ه [الأعلام 5 / 5]. (*)