قلت: ومن هذا المبعوث بالآي الكبر. قال: أحمد خير البشر. فإن آمنت أعطيت الشبر، وإن خالفت أصليت سقر، فآمنت يا خنافر وأقبلت إليك أبادر فجانب كل نجس كافر، شايع كل مؤمن طاهر، وإلا فهو الفراق. قال: فاحتملت حتى أتيت معاذ بن جبل بصنعاء فبايعته على الإسلام وفى ذلك أقول.
ألم تر أن الله عاد بفضله * وأنقذ من لفح الجحيم حنافرا دعاني شصار للتي لو دفعتها * لأصليت جمرا من لظى الهول جائرا وروى محمد بن عمر الأسلمي وأبو نعيم وابن عساكر عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن قوما من خثعم كانوا عند صنم لهم جلوسا وكانوا يتحاكون إلى أصنامهم، فبينما هم عند صنمهم إذ سمعوا هاتفا يقول:
يا أيها الناس ذوو الأجسام * ومسندوا الحكم إلى الأصنام أكلكم أوره كالنعام * ألا ترون ما أرى أمامي من ساطع يجلو دجى الظلام * ذاك نبي سيد الأنام أعدل ذي حكم من الأحكام * يصدع بالنور وبالإسلام من هاشم في ذروة السنام * مستعلن بالبلد الحرام جاء بهدم الكفر بالإسلام * أكرمه الرحمان من إمام قال أبو هريرة: فأمسكوا ساعة حتى حفظوا ذلك ثم تفرقوا، فلم يمض بهم ثلاث حتى فجأهم خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد ظهر بمكة.
وروى ابن شاهين عن أبي خيثمة عبد الرحمن بن أبي سبرة قال: كان لسعد العشيرة صنم يقال له قراض يعظمونه وكان سادنه رجلا منهم يقال له ابن وقشة قال عبد الرحمن فحدثني ذباب بن الحارث قال: كان لابن وقشة رئي من الجن يخبر بما يكون فأتاه ذات ليلة فأخبره بشئ فنظر إلي فقال: يا ذباب اسمع العجب العجاب، بعث محمد بالكتاب يدعو بمكة فلا يجاب. فقلت له ما هذا؟ قال: لا أدري كذا قيل لي. فلم يكن إلا قليل حتى سمعنا بمخرج النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت وثرت إلى الصنم فكسرته ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت وقلت في ذلك:
تبعت رسول الله إذ جاء بالهدى * وخلفت قراضا بدار هوان ولما رأيت الله أظهر دينه * أجبت رسول الله حين دعاني وروى الخرائطي عن سفيان الهذلي قال: خرجنا في عير لنا إلى الشام، فلما كان بين