سبل الهدى والرشاد - الصالحي الشامي - ج ١ - الصفحة ٢٨٥
وروينا من طريق المدائني (1) عن أبي الحويرث، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما ولدني من سفاح أهل الجاهلية شئ ما ولدني إلا نكاح كنكاح أهل الإسلام " ويقول ابن الكلبي رحمه الله تعالى إنه كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم خمسمائة أم فلم يجد فيها شيئا مما كان من أمر الجاهلية.
ثم رأيت أبا عثمان عمرو بن بحر الجاحظ (2) رحمه الله تعالى قد ذكره في كتاب له سماه كتاب " الأصنام " قال فيه: وخلف كنانة بن خزيمة على زوجة أبيه بعد وفاته وهي برة بنت أد بن طابخة بن إلياس بن مضر وهي أم أسد بن الهون بن خزيمة. ولم تلد لكنانة ولدا ذكرا ولكن كانت بنت أخيها وهي برة بنت مر بن أد بن طابخة، أخت لجشم بن مر، عند كنانة بن خزيمة، فولدت له النضر بن كنانة. وإنما غلط كثير من الناس لما سمعوا أن كنانة خلف على زوجة أبيه، ولا تفاق اسمهما وتقارب نسبهما وقع هذا الذي عليه مشايخنا وأهل العلم بالنسب. قال: ومعاذ الله أن يكون أصاب نسب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقت نكاح. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ما زلت أخرج من نكاح كنكاح الإسلام حتى خرجت من أبي وأمي " قال: فمن اعتقد غير هذا فقد كفر وشك في هذا الخبر.
ونقل في الزهر كلام الجاحظ وفيه أن برة كانت بنت أد بن طابخة التي خلف عليها كنانة ماتت ولم تلد له فتزوج بعدها بابنة أخيها برة، فأولدها أولادا. انتهى. قال في الزهر: وهذا هو الصواب. وقال بعد ذلك في موضع آخر: وإن خلافه غلط ظاهر، لأنه مصادم لقوله صلى الله عليه وسلم:
" لم يجمع الله أبوي على سفاح قط " وهذا سفاح بإجماع، ولا يعتقد هذا في نسبه الطاهر أحد من المسلمين. ثم قال: وهذا الذي يثلج به الصدور ويذهب به وحره ويزيل الشك ويطفئ شرره.
قلت: وما ذكره الجاحظ من النفائس التي يرحل إليها. وقد قدمنا في طهارة نسبه صلى الله عليه وسلم ما يؤيد ذلك. والسهيلي رحمه الله تعالى تبع في ذلك الزبير، والزبير كأنه تبع الكلبي، والكلبي ذكر ذلك كما نقله عنه البلاذري، والكلبي متروك، ولو نقل ذلك ثقة لم يقبل قوله

(١) علي بن محمد بن عبد الله، أبو الحسن المدائني: راوية مؤرخ، كثير التصانيف، من أهل البصرة. سكن المدائن، ثم انتقل إلى بغداد فلم يزل بها إلى أن توفي. أورد ابن النديم أسماء نيف ومئتي كتاب من مصنفاته في المغازي، والسيرة النبوية، وأخبار النساء، وتاريخ الخلفاء، وتاريخ الوقائع والفتوح، والجاهليين، والشعراء، والبلدان قال ابن تغري بردي:
" وتاريخه أحسن التواريخ وعنه أخذ الناس تواريخهم ". بقي من كتبه " المردفات من قريش "، و " التعازي ". توفي سنة ٢٢٥ ه‍. الأعلام ٤ / ٣٢٣.
(٢) عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ: كبير أئمة الأدب، ورئيس الفرقة الجاحظية من المعتزلة. مولده ووفاته في البصرة. له تصانيف كثيرة، منها " الحيوان " " البيان والتبيين " و " سحر البيان " و " التاج " ويسمى أخلاق الملوك، و " البخلاء " و " المحاسن والأضداد " و " التبصر بالتجارة ". انظر الأعلام ٥ / 74.
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سبل الهدى و الرشاد في سيرة خير العباد مقدمة التحقيق 1
2 مقدمة المؤلف 3
3 جماع أبواب بعض الفضائل و الآيات الواقعة قبل مولده صلى الله عليه وسلم الباب الأول: في تشريف الله تعالى له صلى الله عليه وسلم بكونه أول الأنبياء خلقا 68
4 الباب الثاني: في خلق آدم وجميع المخلوقات لأجله صلى الله عليه وسلم 74
5 الباب الثالث: في تقدم نبوته صلى الله عليه وسلم على نفخ الروح في آدم صلى الله وسلم 77
6 الباب الرابع: في تقدم أخذ الميثاق عليه، زاده الله تعالى شرفا وفضلا لديه 83
7 الباب الخامس: في كتاب اسمه الشريف مع اسم الله تعالى على العرش 85
8 الباب السادس: في أخذ الميثاق على النبيين، أن يؤمنوا به صلى الله عليه وسلم وينصره إذا بعث فيهم 90
9 الباب السابع: في دعاء إبراهيم عليه الصلاة والسلام له صلى الله عليه وسلم وإعلام الله به إبراهيم وآله 94
10 الباب الثامن: في بعض ما ورد في الكتب القديمة من ذكر فضائله صلى الله عليه وسلم 96
11 الباب التاسع: فيما أخبر به الأحبار والرهبان والكهان بأنه النبي المبعوث في آخر الزمان 103
12 الباب العاشر: في بعض منامات رئيت تدل على بعثته صلى الله عليه وسلم 130
13 الباب الحادي عشر: فيما وجد من صورة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مقرونة بصور الأنبياء قبله صلى الله عليه وسلم 135
14 جماع أبواب بعض فضائل بلده المنيف و مسقط رأسه الشريف زاده الله تعالى فضلا وشرفا الباب الأول: في بدء أمر الكعبة المشرفة 139
15 الباب الثاني: في عدد المرات التي بنيها البيت 146
16 الأولى: عمارة الملائكة 146
17 الثانية: عمارة آدم صلى الله عليه وسلم 146
18 الثالثة: عمارة أولاد آدم 148
19 الرابعة: عمارة سيدنا إبراهيم وإسماعيل 148
20 الخامسة والسادسة: عمارة العمالقة وجرهم 163
21 السابعة: عمارة قصي بن كلاب 164
22 الثامنة: عمارة قريش 164
23 التاسعة: عمارة عبد الله بن زبير 164
24 العاشرة: عمارة الحجاج 168
25 الباب الثالث: في أسماء البيت الشريف 169
26 الباب الرابع: في بعض فضائل دخول الكعبة والصلاة فيها 171
27 الباب الخامس: في فضل النظر إلى البيت الشريف 174
28 الباب السادس: في بعض فضائل الحجر الأسود والمقام 175
29 ذكر ما قيل في اسوداد الحجر بعد بياضه 176
30 شهادة الحجر الأسود يوم القيامة لمن استلمه بحق 177
31 ما جاء في تقبيل النبي صلى الله عليه وسلم الحجر واستلامه له وسجوده عليه 178
32 ما جاء أن الحجر الأسود يمن الله تعالى في الأرض 178
33 الباب السابع: في فضائل زمزم 181
34 ذكر بعض خواص ماء زمزم 184
35 ذكر بعض أسماء زمزم 185
36 الباب الثامن: في تجديد حفر زمزم على يد عبد المطلب بن هاشم 187
37 الباب التاسع: في بعض أسماء البلد الشريف والحرم المنيف 194
38 الباب العاشر: في ذكر حرم مكة وسبب تحريمه 201
39 الباب الحادي عشر: في تعظيم مكة وحرمها، و تعظيم الذنب فيها 204
40 الباب الثاني عشر: في حج الملائكة وآدم والأنبياء 208
41 حج آدم (صلى الله عليه وسلم) 209
42 حج إبراهيم وإسماعيل وإسحاق (صلى الله عليه وسلم) 209
43 حج موسى ويونس (صلى الله عليه وسلم) 210
44 حج الأنبياء (عليهم الصلاة والسلام) غير من سمى 211
45 حج بني إسرائيل وغيرهم 212
46 حج ذي القرنين رضى الله تعالى عليه 212
47 حج عيسى (صلى الله عليه وسلم) بعد نزوله وأصحاب الكهف 212
48 الباب الثالث عشر: في قصة إهلاك أصحاب الفيل 214
49 جماع أبواب نسبة الشريف (صلى الله عليه وسلم) الباب الأول: في فضل العرب وحبهم 229
50 الباب الثاني: في طهارة أصله وشرف مجده (صلى الله عليه وسلم) 235
51 الباب الثالث: في سرد أسماء آبائه إلى آدم (صلى الله عليه وسلم) 239
52 الباب الرابع: في شرح أسماء آبائه (صلى الله عليه وسلم) 244
53 الباب الخامس: في معنى قوله (صلى الله عليه وسلم): " أنا ابن العواتك والفواطم " 323
54 جماع أبواب مولده الشريف (صلى الله عليه و سلم) الباب الأول: في سبب تزويج عبد المطلب ابنه عبد الله 325
55 الباب الثاني: في حمل آمنة برسول الله (صلى الله عليه وسلم) 326
56 الباب الثالث: في وفاة عبد الله بن عبد المطلب 331
57 الباب الرابع: في تاريخ مولده (صلى الله عليه وسلم) ومكانه 333
58 الباب الخامس: في إخبار الأحبار وغيرهم بليلة ولادته (صلى الله عليه وسلم) 339
59 الباب السادس: في وضعه (صلى الله عليه وسلم) والنور الذي خرج معه 341
60 الباب السابع: في انفلاق البرمة حين وضعه (صلى الله عليه وسلم) تحتها 346
61 الباب الثامن: في ولادته (صلى الله عليه وسلم) مختونا مقطوع السرة 347
62 الباب التاسع: في مناغاته (صلى الله عليه وسلم) للقمر في مهده وكلامه فيه 349
63 الباب العاشر: في حزن إبليس وحجبه من السماوات 350
64 الباب الحادي عشر: في انبثاق دجله و إرتجاس الإيوان وسقوط الشرفات وخمود النيران 353
65 الباب الثاني عشر: في فرح جده عبد المطلب به (صلى الله عليه وسلم) وتسميته له محمدا 360
66 الباب الثالث عشر: في أقوال العلماء في عمل المولد الشريف 362
67 جماع أبواب رضاعه (صلى الله عليه وسلم) وزاده شرفا وفضلا الباب الأول: في مراضعه (صلى الله عليه وسلم) 375
68 الباب الثاني: في إخوته (صلى الله عليه وسلم) من الرضاعة 379
69 الباب الثالث: في إسلام السيدة حليمة وزوجها رضي الله تعالى عنهما 382
70 الباب الرابع: في سياق قصة الرضاع وما وقع فيها من الآيات 386
71 جماع أبواب أسمائه (صلى الله عليه وسلم) وكناه الباب الأول: في فوائد كالمقدمة للأبواب الآتية 400
72 الباب الثاني: في الكلام على قوله (صلى الله عليه وسلم): " لي خمسة أسماء " وطرقه 402
73 الباب الثالث: في ذكر ما وقفت عليه من أسمائه الشريفة (صلى الله عليه وسلم) 407
74 الباب الرابع: في كناه (صلى الله عليه وسلم) 536