وعن فضالة بن أبي فضالة قال: خرجت مع أبي إلى " ينبع " عائدا لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه وكان مريضا فقال [له أبي] ما يسكنك بهذا المنزل؟ لو هلكت لم يلك إلا أعراب جهينة فاحتمل إلى المدينة فإن أصابك بها قدر وليك أصحابك وصلوا عليك - وكان أبو فضالة من أصحاب بدر - فقال له علي: [إني] لست بميت من وجعي هذا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلي أن لا أموت حتى أضرب ضربة يخضب هذه - يعني لحيته - من هذه - يعني هامته -.
[قال:] فقتل أبو فضالة [البدري] معه بصفين. خرجه الضحاك (1).
وأما شجاعته فأشهر [من] أن تذكر، وهو صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاتح خيبر وشهرته ببدر وأحد وغيرها من الشاهد بلغت حد التواتر حتى صارت شجاعته معلومة بالضرورة ويضرب بها المثل لا يمكن جحودها من صديق ولا عدو وقد تقدم حديث ابن عباس في سعة علمه متضمنا ذكر شجاعته (2).
وعن صعصعة بن صحوان / 38 / ب / قال: خرج يوم [صفين] رجل من أصحاب معاوية يقال له كرز بن الصباح الحميري فوقف بين الصفين وقال: من يبارز؟ فخرج إليه رجل من أصحاب علي فقتله [كرز] ثم قال من يبارز؟ فخرج إليه آخر فقتله فألقاه على الأول ثم قال: من يبارز؟ فخرج إليه الثالث فقتله وألقاه على الآخرين وقال: من يبارز؟
فأحجم الناس عنه!!
فخرج إليه علي رضي الله عنه على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء فشق الصفوف فلما اتصل منها؟ نزل عن البغلة وسعى إليه فقتله وقال: من يبارز؟ فخرج إليه رجل [آخر] فقتله فخرج ثان فقتله ووضعه على الأول ثم قال: من يبارز؟ فخرج إليه آخر فقتله وألقاه على الآخرين وقال: من يبارز؟ فخرج إليه آخر فقتله ووضعه على الثلاثة وقال: أيها الناس إن الله يقول: (الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص) [194 / البقرة: 2] إن لم تبدأوا بهذا لما بدأنا. ثم رجع إلى مكانه (3).