فقال الشيخ النجدي: لا والله ما هذا لكم برأي ألم تروا إلى حسن حديثه وحلاوة منطقه وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به؟ والله لئن فعلتم ذلك ما آمن أن يحل على حي من أحياء العرب فيغلب عليهم بذلك حتى يبايعوه عليه ثم يسير بهم إليكم!!!
فقال أبو جهل: أرى أن نأخذ من كل قبيل فتى جليدا نسيبا وسيطا فيهم ثم نعطي كل فتى سيفا صارما ثم يعمدوا إليه فيضربوه ضربة رجل واحد فيقتلوه فنستريح منه فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعا فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا فرضوا منا بالعقل فعقلناه لهم.
فقال الشيخ النجدي: القول ما قاله هذا الرجل لا أرى غيره.
فتفرق القوم على ذلك.
فأتى جبرئيل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا تبيت الليلة على فراشك الذي تبيت عليه. فلما كان العتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانهم قال لعلي: نم على فراشي واتشح بردي هذا الحضرمي الأخضر فإنه لا يحصل لك شئ تكرهه. - وكان عليه الصلاة والسلام ينام في برده ذلك -.
قال: فاجتمعوا وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ حفنة من تراب في يده وأخذ الله على أبصارهم فلا يرونه؟ / 30 / ب / فجعل يثير ذلك التراب على رؤوسهم وهو يتلوا هذه الآيات من سورة ياسين: (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون) فلم يبق منهم رجل إلا وقد وضع التراب على رأسه ثم انصرف حيث أراد.
فأتاهم آت وقال: ما تنتظرون هاهنا؟ قالوا: محمد. قال: خيبكم الله والله لقد خرج محمد عليكم وما ترك منكم رجلا إلا وقد وضع على رأسه ترابا وانطلق لحاجته!!!
فوضع كل رجل منهم يده على رأسه فإذا عليه تراب ثم شرعوا يطلعون [فراش النبي] فيرون عليا على الفراش متشحا ببرد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقولون: والله إن هذا محمد نائما عليه برده!!!