الله مضاربه (1).
قال [قتادة]: فنادته أم كلثوم ابنة سيدنا علي (عليه السلام): يا عدو الله قتلت أمير المؤمنين، فقال: إنما قتلت أباك (2)، قالت: يا عدو الله إني لأرجو أن لا يكون عليه باس، قال لها: أراك (3) إذا تبكين علي، والله لقد ضربته ضربة لو قسمت بين أهل الأرض لأهلكتهم (4). فأخرج من بين يدي أمير المؤمنين والناس يلعنونه ويسبونه ويقولون [له]: يا عدو الله وماذا أتيت أهلكت أمة محمد (صلى الله عليه وآله) وقتلت خير الناس، وأنهم لو تركوهم به لقطعوه [لعنه الله] قطعا وهو [صامت] لا ينطق لهم.
قال: ودعا أمير المؤمنين علي (عليه السلام) حسنا وحسينا فقال: أوصيكما بتقوى الله تعالى ولا تبغيا (5) الدنيا وإن بغتكما وتتكيا [ولا تبكيا ولا تأسفا] على شيء زوي منها عنكما [و] قولا بالحق [واعملا للأجر] وارحما اليتيم وأعينا (6) الضعيف [الملهوف الضائع] واصنعا للأخرى، وكونا للظالم خصما وللمظلوم ناصرا (7)، واعملا بما في كتاب الله تعالى ولا تأخذ كما في الله لومة لائم (8).